الحدث- عصمت منصور
نشر المركز (المقدسي) اليروشلمي للأبحاث والقضايا العامة تحليلا حول أسباب التقارب الأردني التركي جاء فيه:
الحدث الذي تناول فيه السفير الأمريكي في إسرائيل صورة القدس من يد تنظيم "احيا" والتي ظهرت فيها القدس بدون قبة الصخرة أثارت قلق الأردن.
رغم اعتذار السفير فريدمان وقوله إنه لم يكن يعلم ماذا في الصورة وتعبيره عن دعمه للحفاظ على الوضع القائم في القدس، ورغم اعتذار تنظيم "أحيا" بسبب مبادرة أحد عناصرهم غير المتوقعة وإحراج السفير الأمريكي؛ إلا أن الأردن لم تهدأ.
منذ عدة أشهر والملك عبد الله يعيش حالة من القلق إزاء الخطة الأمريكية الجديدة المعروفة بصفقة القرن وانعكاساتها المتوقعة على مكانة الأردن في الأقصى، لذا فقد انضم للرئيس أبو مازن ويحاولان معا إفشال الصفقة التي يعدها ترامب.
للأردن مكانة خاصة وفق اتفاقيات السلام بينها وبين إسرائيل؛ تقضي بالوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى.
ويبحث الملك عبد الله عن دعم سياسي في موضوع القدس من كل الدول الممكنة، ولذا بدأ مؤخرا في تعزيز علاقاته مع تركيا ورئيسها أردوغان.
في الوقت الذي بقي فيه الرئيس محمود عباس في رام الله ولم يشارك في قمة اسطنبول واكتفى بإرسال رئيس الوزراء رامي الحمد الله؛ شارك الملك الأردني بنفسه في القمة الطارئة التي استضافتها تركيا احتجاجا على نقل السفارة الأمريكيةإالى القدس وهي المرة الثانية التي يشارك فيها هذا العام فقط.
الملك اجتمع خلال القمة بشكل منفرد مع الرئيس التركي وناقش معه التطورات الأخيرة حيث عبر الرئيس التركي عن خشيته من الوضع في الأقصى رابطا مصير البلدين معا في هذا الشأن، قائلا " إذا لم ندافع عن قبلتنا الأولى كيف سندافع عن مكة؟
الغضب الأردني من إدارة ترامب بسبب موقفه من القدس بلغ ذروته بعد تصريحات كوشنير في حفل افتتاح السفارة، والتي تحدث فيها عن مسؤولية إسرائيل عن القدس وتجاهل الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة، مع أنه تحدث عن حفظ الوضع القائم.
الوزير محمد المومني والمتحدث باسم الحكومة الأردنية أدان تصريحات كوشنير، وقال إنها تتنافى مع القانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية أرضا محتلة.
يظهر أن الرئيس الأمريكي سيواصل حتى النهاية في موضوع القدس دون أدنى اعتبار من موقف الأردن.
الاردن مرتبطة بالولايات المتحدة اقتصاديا وتتلقى مساعدات أمنية، والملك قال إن هناك ضغوطا اقتصادية تمارس على المملكة بسبب موقفها من صفقة القرن والقدس.
الصفقة لم تنشر بعد ولا مؤشرات إلى أن إسرائيل ترغب بالانسحاب من الاتفاق مع الأردن والعلاقات تمت تسويتها بعد عودة السفير الإسرائيلي إلى الأردن.
موضوع آخر يقلق الأردن في صفقة القرن، وهو موضوع اللاجئين لأن 60% من سكان الأردن فلسطينيين، وهناك خشية من أن تطلب الولايات المتحدة من الأردن أن تستوعبهم وإعطائهم حقوق المواطنة الكاملة.
العلاقة الإسرائيلية الأردنية مهمة استراتيجيا؛ لأن الحدود مع الأردن هي الأطول ولأسباب استراتيجية أخرى.
نقل السفارة حقيقة منتهية الآن ومن غير المتوقع أن تخترق إسرائيل موضوع الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة وفق ما نصت عليه اتفاقية وادي عربة، لذا فإن المستوى السياسي مطالب بإيضاح الموقف للأردن، خاصة أن الملك يعارض الصفقة ويتقرب من السلطة أاردوغان.