الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحصار يحرم أبناء غزة من جوائز دولية

2014-12-04 08:44:43 AM
الحصار يحرم أبناء غزة من جوائز دولية
صورة ارشيفية
الحدث- علا عوض (الأناضول)

تكن لحظة استلام جوائز مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية بالنسبة للمخرج الفلسطيني محمد الصواف، مجرد مناسبة لالتقاط صور ذاتية لنفسه (سيلفي)، لنشرها مفتخرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
 
فحضور مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية للعام 2014، لا يغدو كونه مناسبة لالتقاط الصور، والاحتفاء ببريق الفوز والتكريم، بل يتعدى الحدث ما هو أكبر من ذلك كما يؤكد الصواف.
 
ويقول المخرج الحاصل مؤخرا على المرتبة الأولى في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية، والتسجيلية، لوكالة الأناضول، إنّ التكريم والاحتفاء بالإنجاز والفوز، مهم على الصعيد الشخصي، والإنساني، لكن الخروج مما وصفه بـ"سياج غزة"، الجائزة "الأكبر".
 
والصواف واحد من بين عشرات الصحفيين والإعلاميين، الفائزين مؤخرا بجوائز عربية، ودولية حرمهم الحصار المفروض على قطاع غزة، من السفر إلى الخارج لتسلم جوائزهم، والافتخار بما حققوه من إنجازات.
 
وكان من المفترض أن يتسلم الصواف جائزته في السادس والعشرين من شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، غير أن إغلاق معبر رفح البري، الواقع على الحدود مع جنوبي قطاع غزة، حال دون سفره، وتسلمه للجائزة.
 
ونال الصواف، المركز الأول في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية للعام 2014، عن فيلم "الحكواتية"، ويروى الفيلم خلال 92 دقيقة قصة فلسطين عبر الحكاية المروية بطريقة شعبية فلسطينية.
 
ويرى الصواف، أن مهرجانات التكريم والفوز خارج غزة، فرصة لاكتساب الخبرات الثقافية، والفكرية، والتشجيع على التقاط الأفكار الجديدة.
 
وتابع: "غزة ليست أكبر سجن مفتوح في العالم، فقط، بل هي مدينة محاطة بالسياج (الأسلاك الشائكة)، وهذا السياج، يشوش على العقول، وعلى التفكير تجاه كافة الأمور، فجميع سكان قطاع غزة، باتوا يتحدثون نفس اللغة، يعيشون ذات التفاصيل، وبالتالي الاحتكاك المباشر مع الآخرين، يحرك كوامن الفكر".
 
"ولا يمكن لأي وسائل اتصال حديثة اختصرت المسافات، أن تقوم بدور التواصل الشخصي، والاحتكاك مع الإعلاميين، والمفكرين، وأصحاب الشأن في الخارج، فالحديث المباشر، والاطلاع على أحدث الأبحاث، والأدوات، والاختلاط بثقافات عشرات الدول، يفتح آفاقا جديدة أمام الإعلامي، والمخرج، والإنسان أيضا"، كما يؤكد الصواف.
 
"وبسبب الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة، وإغلاق المعابر، تضيع الكثير من الفرص الذهبية والثمينة على الإعلاميين، والصحفيين، والباحثين"، كما يقول تامر المسحال، مراسل قناة الجزيرة القطرية.
 
وحرّم حصار غزة، المسحال من الخروج للاحتفال بذكرى تأسيس قناة الجزيرة، وتكريمه برفقة زملائه، على ما قدموه من تغطية ومتابعة للحرب الإسرائيلية الأخيرة.
 
ويؤكد المسحال لوكالة الأناضول، أن المهرجانات في الخارج، لا تقتصر على التكريم، والتصفيق، والاحتفاء ببريق الجوائز، والدورع.
 
ويتابع: "من الطبيعي أن يعتز أي إعلامي، بتكريمه، وفوزه، لكن الخروج من قطاع غزة، إلى الخارج، فرصة أولا لالتقاط الأنفاس، وتغيير أجواء ما يخلفه العدوان الإسرائيلي المتكرر، والحصار، والعودة بنفسية أكثر نشاطا وقوة، إضافة إلى ما يكتسبه الصحفيون والإعلاميون من خبرات، وأفكار".
 
وبإمكان المغادرين إلى الخارج العودة، بأدوات جديدة، ومعدات يحتاجونها في عملهم الصحفي والإعلامي، كما يؤكد المسحال.
 
ويستدرك: "نفتقد بسبب الحصار إلى أشياء كثيرة، مثل الكاميرات، والكتب والأبحاث، السفر يتيح لنا التعرف على احتياجاتنا كما وكيفا".
 
ويتمنى المسحال، أن يزول ليل حصار غزة الطويل، ليصبح الصحفي جزءا من مشهد جديد، باعث على الحياة والتفاؤل.
 
ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم غزة، وتشكيل حكومة توافق وطني فلسطينية أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/ حزيران الماضي.
 
ونال الحصار من المشهد الثقافي والإعلامي، في غزة، إذ تفتقد المكتبات والمؤسسات الثقافية في القطاع إلى كثير من الأدوات الثقافية.
 
ويشعر المصور الفلسطيني علي جاد الله، بحسرة كبيرة لعدم تمكنه مؤخرا، من السفر إلى دولة الإمارات لاستلام جائزة "الشارقة للصورة العربية" التي ينظمها اتحاد المصورين العرب (كان مقررا في 26 الشهر الماضي).
 
ويقول جاد الله لوكالة الأناضول، إنّ حرمانه من السفر، صورة حيّة لتفاصيل ما يعيشه سكان قطاع غزة من حصار خانق للعام الثامن على التوالي.
 
ويُتابع: "الأمر مؤلم جدا، لأنه من حق كل إنسان، أن يعيش لحظة تكريمه، وفوزه، إضافة إلى أن مثل هذه المهرجانات فرصة للتعرف على أفكار الآخرين، وثقافات الخارج، من حق الفلسطينيين العيش بحرية وكرامة".
 
وحال إغلاق معبر رفح البري، المنفذ البري الوحيد أمام قرابة مليوني مواطن دون سفر جاد الله، وكي يتمكن من السفر عبر معبر بيت حانون/إيريز الخاضع للسيطرة الإسرائيلية فإنه بحاجة لأسابيع للحصول على تصريح موافقة عبر الارتباط الفلسطيني، الذي ينسق مع الارتباط الإسرائيلي.

وفازت صورة علي جادالله، بالمرتبة الثانية، عن صورة التقطها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تظهر فيها طفلة صغيرة (أنسام جنيد 9 سنوات) تودع شقيقها (سامح 4 سنوات) وتطبع على جبينه وهي تبكي قبلة الوادع.