شارك المئات في مدينة حيفا، مساء اليوم، الجمعة، في تظاهرة غضبٍ تحت عنوان من "حيفا إلى غزّة... وحدة دمٍ، مصير مشترك".
وانطلقت التظاهرة في ساحة الشهيد باسل الأعرج، وشارك فيها المئات، ثم ما لبث المتظاهرون أن أغلقوا الشارع الرئيس في المنطقة، وتجمع عدد من المتطرفين اليهود في المنطقة ورفعوا أعلام إسرائيل بحماية الشرطة الإسرائيليّة، وحاول عدد منهم استفزاز المتظاهرين في محاولة لدفعهم للاشتباك معهم، ووصلت لاحقًا إلى ساحة الأسير في المدينة، وهي الساحة المركزيّة في جادّة الكرمل.
وقال مراسل موقع "عرب 48" إن الشرطة الإسرائيليّة استقدمت قواتٍ كبيرةً للمكان، بينها أفراد من حرس الحدود الإسرائيليّ، وإنها استخدمت طائرات مسيّرة من دون طيّار لمراقبة المتظاهرين.
وشهدت مدينة حيفا، الأسبوع ما قبل الماضي، سلسلة مظاهرات في مواقع مختلفة من المدينة، شارك فيها مئات المتظاهرين، وهتفت لغزّة ضد المجزرة المستمرّة، وبلغت ذروتها يوم الجمعة الماضي إذ شنّت الشرطة الإسرائيليّة حملةً شرسة ضدّ مئات المتظاهرين، كما اعتقلت السلطات الإسرائيليّة 21 ناشطًا وناشطةً لأكثر من 65 ساعة، لتفرج عنهم المحكمة، لاحقًا، بعد تعرّضهم لضرب مبرح داخل مراكز الاعتقال، نُقل بعضهم، إثره، إلى المشافي لتلقّي العلاج.
وأكد منظّمو التظاهرة في بيان إنه "لسنوات طويلة، واجه شعبنا جميع أشكال الجريمة الإسرائيليّة، ولعلّ أخطر ما واجهه شعبنا في الداخل، السعي الصهيونيّ إلى تقسيمنا: تقسيم فلسطين، وقطعنا عن إخوتنا اللاجئين المهجّرين من الوطن، ومحاولة إقناعنا بأنّنا لسنا جزءًا من الشعب الفلسطينيّ، ومحاولة سلب حقّنا في أن نعيش مستقبلًا واحدًا مشتركًا حرًّا وكريمًا في كلّ بلادنا. حاولوا أن يجذّروا في داخلنا الوعي الزائف بأنّنا لا نستطيع أن نناضل مع أبناء شعبنا في الضفّة وغزّة والشتات، بأنّنا لا نستطيع أن نكون موحّدين ومتلاحمين مع كلّ شعبنا في أدوات النضال وتطلّعاته وشعاراته، وها نحن في بداية الطريق نحو كسر هذا الوعي الزائف".
وأضاف "لكنّنا لا نزال نرى هدم البيوت ذاته في القدس والمثلّث، ولا نزال نرى خنق مصادر المياه في غزّة والأغوار والنقب، ولا نزال نرى الاستيطان والتهويد ذاته في الخليل كما في عكّا، ولا نزال نرى سفك الدم الفلسطينيّ في كلّ فلسطين. نعرف أنّ الجريمة الإسرائيليّة واحدة، فلماذا نقبل أن تكون مقاومتها متفرّقة ومشرذمة؟".
وأردف أن "نداء غزّة للتظاهر "من غزّة إلى حيفا - وحدة دم ومصير مشترك" يوم الجمعة، خطوة واحدة، مهمّة وجذريّة، في الطريق الذي بدأنا السير فيه: طريق النضال الواحد، والأمل الواحد، والوعي الوطنيّ الجماعيّ بأنّ كلّ همّ ووجع ومأساة يعيشها إنسان فلسطينيّ، أينما كان في العالم، سببها النكبة، وأنّ شعبنا لن يرى يومًا كريمًا سعيدًا وحرًّا إلّا حين يعود اللاجئون إلى بيوتهم التي هجّروا منها، وتنتصر الحرّيّة على الصهيونيّة".