الحدث– علاء صبيحات
أجمع خبراء على استبعاد خيار الحرب، وحدوث مواجهة عسكرية شاملة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، رغم جولة التصعيد الأخيرة، وفشل الاحتلال في مواجهة مسيرة العودة.
الخبير في الشأن العسكري واصف عريقات قال إنه لا خيارات أمام إسرائيل في إيقاف مسيرة العودة سوى الهمجية والعنف.
جاء ذلك في سياق حديثه عن عدم اختيار إسرائيل لخيار الحرب، رداً على قصف المقاومة لمستوطنات غلاف غزة الأسبوع الماضي، معتبرا أن ذلك الخيار سببه تكوُّن معادلة جديدة تشكّلت خلال مسيرة العودة.
المعادلة كما وصفها عريقات، بأنها "تلاحم شعبوي فلسطيني فلسطيني واتفاق حول خيارات المقاومة، بمقابل معركة إسرائيلية داخلية نجمها نتنياهو المطلوب للعدالة مما أدّى لتحميله الفشل في مواجهة مسيرات العودة هو ووزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان".
هذه المعادلة بحسب عريقات أنجحت المقاومة في إرسال رسالتها "الصاروخية" إلى إسرائيل، وأبلغتهم فيها بردّها غير المتوقع، وأن هناك طرفاً يستطيع إنهاء "عربدتكم" على الحدود مع غزة اسمه المقاومة.
المواجهة القمعية العسكرية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام جيش الاحتلال في محاولات إيقاف مسيرة العودة كما أضاف عريقات، لكنها لن توقفها أبدا.
إسرائيل كما يراها عريقات في حوار مع "الحدث"، لم تعتد على مثل هذه المواقف، وبالتالي أحرجت نفسها وليس أمامها ما تفعله.
سياسيا.. الحرب مستحيلة الحدوث
في سياقٍ متصل أوضح المحلل السياسي جهاد حرب لـ"الحدث" أن الوضع السياسي الراهن لا يسمح لا للمقاومة ولا لإسرائيل باختيار الحرب.
حرب يرى أن الشغل الشاغل لإسرائيل هو البرنامج النووي الإيراني، وصب الجهود للذهاب في المواجهة الدولية مع إيران، والدخول في حرب مع غزة سيقصف الجهود الأمريكية الدولية في تحقيق هذه المواجهة.
كذلك أضاف المحلل السياسي، أن الحرب ستجعل صواريخ المقاومة تصل لنقاط آمنة داخل دولة الاحتلال، وذلك لن يخدم التوجهات الإسرائيلية.
أما السبب الأقوى كما أوضح حرب هو أن حصار غزة بهذه الطريقة يؤتي أكُلَهُ أكثر من خيار الحرب، والسعي الآن جارٍ لإخراج الفلسطينيين في غزة من أجل طرد حماس من الحكم هناك، وهذا ليس سهل الحدوث أبدا والتقديرات الإسرائيلية غير واقعية.
أما في الطرف الآخر كما قال حرب، فإن حماس أيضا لا تريد الخروج للمعركة العسكرية، لأنه أولاً هناك مساراً جديداً وهو المقاومة الشعبية، التي حققت الكثير حتى الآن.
بالإضافة لذلك، الظروف الإقليمية العربية لا تساعد على مساندة الشعب الفلسطيني ومساعدته عالميا في حالة الحرب بحسب المحلل السياسي.
ومن الأسباب أيضاً، أن الخسائر ستكون كبيرة وستتولد على حماس ضغوطا ضخمة قد تكون قاهرة.
حل حققت مسيرات العودة إنجازات؟
المحلل العسكري واصف عريقات قال، إن مسيرات العودة حققت إنجازات كبيرة، وجميع الضغوط على الفلسطينيين في غزة لن تحقق إلا مزيدا من الإصرار والعناد في مواجهة الاحتلال والالتفاف على المقاومة الفلسطينية.
أما المحلل السياسي جهاد حرب يرى أن الاستعمار لم يحقق يوما المكاسب في مواجهة الشعوب، لكن ذلك لا يعني أن الخسائر الفلسطينية حتى الآن بسيطة.
"وجه إسرائيل أسود قاتم" فالبوصلة الدولية عادت نحو التعاطف مع الشعب الفلسطيني كما أضاف حرب، وظهر ذلك في التصويت على الطلب الكويتي من مجلس الأمن في توفير الحماية للفلسطينيين؛ حيث صوّتت 10 دول مع القرار و4 دول امتنعت عن التصويت ودولة واحدة ضد الطلب والذي كان فيتو من الولايات المتّحدة، وفي المقابل فشل المشروع الأمريكي المضاد للطلب الكويتي فشلاً ذريعا حيث رفضه المجلس ولم توافق عليها سوى الولايات المتحدّة فقط.