الحدث- علاء صبيحات
"أخبرنا الطبيب في النهاية أن حسّان يعاني من فقدانه لـ"95%" من بصره"، هذا ما قاله كاشف التميمي أحد أقارب الأسير الطفل حسان مزهر التميمي، الذي أفرج عنه الاحتلال لتردّي وضعه الصحي لما كان يعانيه من إهمال طبي متعمد طوال فترة اعتقاله، التي لم تتجاوز شهرا ونصف الشهر فقط.
وأضاف التميمي لـ"الحدث" أن قريبه كان يعاني منذ ولادته من مرض زيادة البروتينات ونقص الأملاح في جسمه، وهو بحاجة لأدوية وحمية خاصّة جدا لا يُشرف عليها سوى والدته.
وأوضح التميمي أنه ومنذ اللحظة الأولى لاعتقاله بلّغت أسرته الاحتلال بحالة ابنها الصحية وسلمتهم 12 علبة دواء ليتم تسليمها له داخل السجن حتى تساعده على أن لا يعاني أكثر، لكن علب الدواء سُلّمت لأهله بعد الإفراج عنه دون أن تُستخدم، أي انه لم يتناول ولا حبة دواء واحدة.
البداية
بدأ مسلسل تدمير صحة حسان المستمر حتى الآن، بحسب كاشف التميمي وهو ابن خال الأسير منذ تاريخ اعتقاله يوم 7 نيسان الماضي.
وفي تاريخ 28 أيار الماضي أي بعد شهر واحد وعشرين يوما من اعتقاله، وصلت لنا معلومات من داخل السجن ومن خارجه تُفيد بأن حسان يعاني جدا ووضعه الصحي تدهور كما قال قريب التميمي.
وقيل لنا مراراً أنه سيتم تحويله للمستشفى ولم يتم ذلك، إلى أن تلقينا اتصالا هاتفيا من مصدر غير رسمي يفيد بتواجد ابننا في مستشفى "شاعار تساداك" الإسرائيلي مكبّلا في السرير ويعاني بشكل كبير كما قال التميمي.
وأكّد رئيس نادي الأسير قدورة فارس ذلك، مضيفا على ما تقدم به التميمي لـ"الحدث" أن النيابة العامة الإسرائيلية والتي رفضت الإفراج عن الأسير الطفل مرارا، أبلغت المحامي في اتصال هاتفي أنها على استعداد بأن تفرج عن حسان حالا.
"فعقدت جلسة بدون وجود حسان حيث كان قد نُقِل للمستشفى دون علم المحامي الذي سأل عن مكان تواجد حسّان فيها بحسب ما أخبر الحدث بذلك ابن خال الأسير حسان، كاشف التميمي".
وبناء على ما سبق توجه المحامي للمستشفى ليجد أن جسد حسان باردا جدا، ويعاني بشكل لا يوصف، ولا يتواجد عنده أي من السجانين ولا حتى الأطباء، بل ووجد ورقة الإفراج عنه موجودة تحت رأسه وكأنه ترك ليواجه مصيرا غامضا لوحده كما أضاف فارس.
وأوضح رئيس نادي الاسير أن محامي نادي الأسير بدأ بالمناداة على الأطباء مستعجلا إياهم، وتم تحويله بعد ساعة من الفحوصات إلى قسم العناية المكثّفة في ذات المستشفى.
هنا أكمل ابن خال حسان القصة لـ"الحدث" قائلا إن الطبيب المشرف على حالته أبلغنا أمس الأحد بأن ابنهم فقد 95% من بصره.
وضعه الصحي حاليا
عم الطفل حسّان التميمي قال لـ"الحدث" إن ابن أخيه خرج مساء أمس من العناية المكثّفة ونقل إلى الأقسام العادية، لكن وهو فاقد لبصره.
وأضاف أحمد التميمي أن الطفل، لايزال فاقدا للوعي في أغلب الوقت، ولا يأكل ولا يشرب ولا يقف على رجليه، لكن الأكسجين قد استقر في دمه بحسب ما أخبره الأطباء، أي أنه خرج من مرحلة الخطر على الحياة لكنه لا يُبصِر.
رئيس نادي الأسير أضاف للحدث بأن حسان يرى الدنيا بيضاء، فهو (أي فارس) لم يتم تبليغه بشكل رسمي إن كان وضع حسان الصحي الحالي قابلا للعلاج أم لا.
ابن خال حسان أضاف أن الأسرة عانت في العام 2001 من وفاة ابنها "بكر مزهر التميمي" لنفس المرض الذي يعاني منه حسّان، ولذلك فأمه أصبحت ممرضة حسّان نظرا لخوفها عليه من مصير ابنها الراحل من ناحية، ونظرا للسنوات الطوال التي رافقت فيها ابنها حسان في رحلة الدواء الذي لا شفاء منه لأن مرضه مزمن.
لم يخلى سبيله تماما
والأنكى كما أضاف ابن خاله أن حسّان لم يخلى سبيله نهائيا، بل عُيّنت له محكمة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وسيعرض فيها على القضاء، وستتم محاكمته رغم فقدانه البصر، وإهماله طبيا على الرغم من تبليغهم رسميا من قبل أهله بمرضه.
حسان بحسب ما قال ابن خاله "لم يتجاوز عمره الـ17 عاما، فهو لا زال في الصف الحادي عشر، اعتقله الاحتلال بتهمة إلقاء الحجارة، ورفض الإفراج عنه أو إعطاءه العلاج اللازم رغم أن الأسرة أبلغتهم بل وأعطتهم الدواء الخاص به، وانتظرت إلى أن وصل لمرحلة متأخرة جدا فسرقت منه عافيته وبصره، فلا يستفيق كثيرا وإذا ما فعل ذلك للحظات يكون غاضبا جدا، تواصلتُ مع كل المؤسسات الحقوقية وحتى مع أعضاء كنيسيت عرب ليزوروه ويشدوا من أزره لكن لا حياة لمن تنادي، فما الذي ننتظره بعد لندعم طفلا فقد بصره بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال؟".