الحدث- محمد غفري
في وقت مبكر صباح اليوم الأربعاء، حلقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بكامل ضجيجها في سماء قرى بني زيد شمال غرب مدينة رام الله، لتنذر بعملية عسكرية واسعة لجيش الاحتلال في المنطقة.
حشد من قوات الاحتلال قام باقتحام قرية النبي صالح بحثاً عن عدد من الشبان المطلوبين، وعلى رأسهم الشاب عز الدين التميمي (21 عاماً)، أو كما أطلق عليه ضابط الشاباك في مرة سابقة "عز الدين جرار".
يقول محمود التميمي الناشط في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في النبي صالح، إن الاحتلال اقتحم منزل عز الدين بشكل مباشر، وبعض المواقع المتوقع تواجده فيها.
وبحسب ما روى التميمي لـ"الحدث"، فإن الشاب عز الدين يعتبر مثل بقية شبان القرية المطلوبين للاحتلال، حيث جرى اقتحام منزله خمس مرات سابقاً، وتم تهديده من قبل الشاباك بتسليم نفسه، "بالحرف الواحد قالوا إنه سيلقى مصير أحمد جرار، ولقبه ضابط الشاباك بعز الدين جرار".
إعدام من مسافة قريبة
"في تمام الساعة التاسعة"، يتابع التميمي الرواية، إن قوة من جيش الاحتلال قامت باقتحام أحد المواقع قرب محطة الوقود في القرية، وعندما هرب منها الشاب عز الدين، وتم تشخيصه بشكل واضح تم إطلاق الرصاص الحي عليه بشكل مباشر.
وأضاف، أن جنود الاحتلال أصابوا عز الدين بثلاث رصاصات في الرقبة والصدر، وتم والاعتداء عليه بينما كان ينزف على الأرض، ومن ثم نقل إلى الجيب العسكري دون تقديم إي علاج له، قبل أن يعلن عن استشهاده بشكل رسمي.
تجدر الإشارة أن الشهيد عز الدين التميمي اعتقل عدة مرات منذ عمر الرابعة عشرة كان آخرها قبل سنة، وكان قد أصيب بجروح خطيرة في وجهه خلال مواجهات مع الاحتلال قبل سنوات.
كسر نموذج النبي صالح
محمود التميمي الناشط في اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في النبي صالح يقول إن "شباب النبي صالح وأطفالها ونسائها يتعرضون بشكل مستمر لحملة شرسة من اعتقالات وإصابات ومداهمات ليلية، لكسر هذه الإرادة ولكن هيهات".
وأكد التميمي أن اغتيال عز الدين يأتي محاولة لكسر نموذج النبي صالح، ورسالة من الاحتلال ضد هذه القرية ونضالها الوطني.
لكنه أشار أن النبي صالح اليوم تعلو بصوت واحد، وتوصل رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي، "أننا مستمرون ودرب المقاومة مستمر، وعائدون إلى حيفا ويافا وعكا، وفلسطين من بحرها إلى نهرها لنا وأنتم الزائلون".