الحدث- عصمت منصور
شكل الغاء الارجنتين للمبارة الودية التي كان من المفترض ان تجمع بين المنتخب الاسرائيلي والارجنتيني في القدس المحتلة يوم السبت المقبل ضربة موجعة لسياسة نتنياهو الخارجية التي تقوم على فرضية ان العالم لا يؤيد اسرائيل فقط بل يرغب بها و(يشتهيها) رغم عدم تجاوبها مع مطالب الفلسطينين بوقف الاستيطان وتهويد القدس والانصياع للقانون الدولي.
الفشل الذريع الذي صدم قادة اسرائيل الذين غالوا في تبجحهم لدرجة ان وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجب قالت ان ميسي بمليار متابع معه انحازوا لقرار اسرائيل اعتبار القدس عاصمة لها.
ريجب تلقت الكم الاكبر من الانتقادات بسبب تبجحها وتسيسها الواضح للمباراة وتحديها للقانون الدولي ورفض الفلسطينيين حتى قال لها معلق في راديو اسرائيل ان العالم ليس ساذج الى هذه الدرجة وهناك طرف اخر غيرنا يملك قدرة على التأثير وتذكيره ان القدس عاصمة لدولتين.
هذه الحملة الناجحة تثير لدى اسرائيل مخاوف كبيرة ليس بسببها بحد ذاتها فقط بل لان نجاحها سيقود الى مزيد من النجاحات وسيعطي حملات المقاطعة املا بتحقيق المزيد من الانجازات وخاصة ان دولا اوروبية قالت اليوم وفق صحيفة يديعوت احرنوت انها ستطالب بنقل مسابقة الاغنية الاوروبية (يورو فيجين) وعدم اجرائها في القدس لاسباب سياسية وخشية ان تستغلها اسرائيل لمصلحتها وتجيرها سياسيا واعتبارها اعترافا ضمنيا بضم القدس.
نتنياهو عبر عن اسفة للقرار الارجنتيني واعتبره انصياعا للتهديدات الفلسطينية. كلمة تهديد وتخويف تكررت على لسان معظم المسؤولين الاسرائيلين لانها وحدها يمكن ان تحول النصر الدبلوماسي الى حدث ارهابي وعملية ترهيب.
علينا هنا ان لا نكتفي بهذا الالغاء وان نلاحق اسرائيل في بقية المنافسات الدولية واستخدام ذات التكتيك الذي يعتمد على الاقتناع وابراز البعد السياسي للخطوة وتهديدها للسلام وامكانية تحقيقه واعتبار ان اي دولة تشارك انما تشجع اسرائيل على استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينية وقتلها للمتظاهرين الابرياء.
اسرائيل "دولة" معزولة وهذا يبرز في كل منظمة لا تسيطر عليها الولايات المتحدة ولا تملك سلطة الفيتو فيها وايضا عندما يكون القرار بيد الشعوب التي عليها ان ننسج علاقة معها وان نحد من تأثير اسرائيل وماكنتها الضخمة عليها.