الحدث ــــ محمد بدر
تحت عنوان " حماس تملك غزة والجهاد الإسلامي يملك التصعيد والقصف" نشرت هارتس العبرية تقريرا عن الوضع الأمني في غزة، الذي ترجمته الحدث:
فيما يلي نص التقرير مترجما:
على عكس حماس، ليس لدى الجهاد الإسلامي طموح سياسي، هي منظمة عسكرية، لا تلتزم إلا بالمقاومة المسلحة ضد إسرائيل، ونجحت إيران في تحويل الجهاد إلى ذراع عسكري إيراني في غزة.
ورغم أن حماس هي المنظمة المسؤولة عن المظاهرات الأخيرة على طول حدود غزة، لكنها ليست وحدها المسؤولة عن قرار التصعيد في قطاع غزة. إنه في الواقع المموّل، هو من يوجه ويحدد ارتفاع ألسنة اللهب في المظاهرات، لكن من يحدد إلى حد كبير استمرار الأحداث في الأيام القادمة، سواء المواجهات بالقرب من السلك الفاصل أو تصعيد إطلاق قذائف الهاون والصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية هي الجهاد الإسلامي.
نجحت الجهاد في السنوات الأخيرة من إنشاء قواعد واضحة للاشتباك بينها وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي على عكس حماس التي تتعامل مع احتياجات السكان في غزة إلى جانب طموحاتها السياسية كأولوية.
الجهاد الإسلامي ليس لديها ما تلتزم به إلا المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، لذلك فإنها مستعدة دوما للرد على نشاطات جيش الاحتلال عند قصف الجيش لعناصرها أو ممتلكاتهم العسكرية، فعلى امتداد سنوات، ومن خلال المعونة الاقتصادية والعسكرية الإيرانية، أصبحت الحركة قوة عسكرية في غزة والضفة.
وقال مصدر رفيع في القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال هذا الأسبوع: "كلما هاجمنا إيران في سوريا، فإن حافز طهران الأكبر لاستخدام الجهاد ضدنا من غزة. إيران قادرة على اتخاذ قرار بشأن قصف الجهاد ضد إسرائيل ".
حتى لو لم يعترف الجيش الإسرائيلي بذلك، فإن الجيش يعلم جيداً أن ضرب أهداف الجهاد أمرا خطيرا، والدليل على ذلك حوادث الاشتباك التي وقعت في الآونة الأخيرة، والتي قصف فيها الجيش أهدافا للجهاد، وكان نهجها تجاه الجيش الإسرائيلي واضحاً للغاية. الحدث الأول في 30 أكتوبر / تشرين الأول، عندما استشهد عدد من أعضاء الجهاد في هجوم على نفق بالقرب من كيسوفيم. كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم أن الرد سيأتي وعلى الرغم من جهود حماس لمنع الرد، إلا إنه وبعد شهر، أطلق الجهاد قذائف هاون على المستوطنات وقوات الجيش بالقرب من السلك الفاصل.
أما الحدث الثاني فكان الشهر الماضي، عندما بدأت الجهاد بقصف مستوطنات محيطة بقطاع غزة، ردا على استشهاد ثلاثة من نشطائها على يد الجيش.
حماس لا تريد التصعيد، لكنها لا تستطيع أن تقف أمام رد الجهاد الإسلامي، وعندما ترى حماس خطاب التعاطف مع الجهاد على الشبكات الاجتماعية بعد ما اختارت الأخيرة المواجهة العسكرية مع الجيش؛ فإن حماس لا تستطيع معارضة نهج الجهاد، فالجهاد يكتسب المزيد من القوة لأنه من يتجرأ على استخدام قذائف الهاون على المستوطنات.