جدل في الحكومة الإسرائيلية حول سبل مواجهة مطلقي الطائرات الورقية الحارقة من غزة

تصاعد الجدل داخل الحكومة الإسرائيلية حول سبل مواجهة الطائرات الورقية والبالونات الحارقة التي يتم إطلاقها من غزة، وتسببت في إحراق آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والغابات، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وفيما يدعو وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، والأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، إلى إطلاق النار على مطلقي الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة بهدف القتل، يميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، إلى المحافظة على سياسة إطلاق النار الحالية.

وتقضي التعليمات العسكرية للجنود وللقناصة المنتشرين في محيط غزة باستهداف من تصفهم بالمحرضين الرئيسيين خلال التظاهرات بالرصاص في الأرجل، وإطلاق النار بهدف القتل على من يحاولون عبور السياج الأمني.

ويطالب وزير التعليم الإسرائيلي، باعتبار مطلقي الطائرات الورقية والبالونات من غزة "مثل مطلقي الصواريخ، يجب إطلاق النار عليهم بهدف القتل".

ويرفض بينيت، الوضع الحالي الذي يصفه بأنه "واقع فرضته حماس يطلق فيه الغزيون طائرات ورقية حارقة فيما تمتنع إسرائيل عن استهدافهم".

ويقول إن قتل عدد من مطلقي الطائرات الورقية الحارقة سيؤدي إلى ردع مطلقيها الباقين، وبذلك يتم القضاء على الظاهرة.

ويرى نتنياهو وليبرمان، وقادة في الجيش، بمن فيهم رئيس الأركان "جادي آيزنكوت"، أن السياسة الحالية هي الأسلم، تجنبا لتصعيد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع "حماس" في غزة.

كذلك يعبر المستوى السياسي في إسرائيل عن قلقه على صورتها عالميا في حالة سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الفتية الفلسطينيين الذي يقومون بإطلاق هذه الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.

كما ذكر الجيش أن معظم الطائرات الورقية الحارقة تطلق عن بعد من عمق القطاع، لذلك لا يتمكن الجنود والقناصة من تحديد أماكن مطلقيها لاستهدافهم.

ويتوقع أن تتصاعد عمليات الاستهداف مستقبلا، خاصة بعد إطلاق طائرات إسرائيلية صواريخ استهدفت مواقع يتم إعداد الطائرات الورقية فيها، وكذلك مركبات استخدمت في نقل هذه الطائرات.

كما أطلقت صواريخ تحذيرية في محيط مطلقي الطائرات دون استهدافهم بشكل مباشر.

وناقش المجلس الوزاري المصغر، أمس، قضية الطائرات الورقية والبالونات الغزية لكنه لم يصدر أية قرارات تتعلق بها.

وحسب معطيات كشفتها لجنة الأمن والخارجية بالكنيست الإسرائيلي، الخميس الماضي، فإن الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من القطاع، أسفرت عن اندلاع أكثر من 400 حريق بتلك المستوطنات.

ووفق المعطيات ذاتها، فإن تكلفة مواجهة تلك الحرائق بلغت نحو 2 مليون شيقل إسرائيلي (نحو 554 ألف دولار).

ويوم الجمعة، نقلت صحيفة "هآرتس" العبري، عن الحاخام دودي سيمحي، ضابط الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلي، إن النيران أتت على نحو 25 ألف دونم (الدونم= ألف متر مربع) من الأراضي الزراعية في المناطق المتاخمة لقطاع غزة، خلال الشهرين الماضيين. -

المصدر: وكالة الأناضول