الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أردوغان سيخسر "الجيل الجديد" في الانتخابات !

2018-06-24 03:00:58 PM
أردوغان سيخسر
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيفية)


ترجمة الحدث- ريم أبو لبن



"أضحت ساحة "تقسيم" وفي وسط اسطنبول ساحة للمعركة في يونيو 2013، ما بين قوات الأمن التركية وآلاف الشبان الذين يحتجون على خطة لتحويل الحديقة إلى مركز تجاري. 11 شخصاً قتلوا، وأصيب أكثر من 8000 خلال الاشتباكات".

قبل عام من انتخاب رجب طيب أردوغان، كان حينها يترأس منصب رئيس الوزراء، و"تعهد" في ذلك الوقت بمعاقبة أي شخص قد يدعم أو يمول المظاهرات والاحتجاجات. ولم ينسى ذلك الوعد الذي كلف بعض رجال الأعمال خسارة مصدر رزقهم، فيما ألقى القبض على الآلاف وطرد بعض المنافسين السياسيين والمعارضين لدورهم في قيادة المظاهرات. هذا ما جاء في تحليل صحفي نشر على صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية بالتزامن مع إجراء الانتخابات الرئاسية في تركيا.


وجاء في النص المترجم :

كان رجب طيب أردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، قبل عام من انتخابه رئيساً، قد "تعهد" في ذلك الوقت بمعاقبة أي شخص يدعم أو يمول الاحتجاجات. لم ينس ذلك الوعد، الذي كلف بعض رجال الأعمال سبل كسب عيشهم. وألقي القبض على الآلاف وأطلق المنافسون السياسيون أو عرضوا على محاكمتهم لدورهم في الاحتجاجات.

لم تكن المظاهرات تجوب اسطنبول فقط وإنما امتدت لتشمل المدن الأخرى، فيما خالف العديد من طلبة المدارس الثانوية التقاليد وانضموا إلى المظاهرات، والتي كانت بالنسبة لهم أول تجربة سياسية فعلية على الأرض.

لقد مرت خمس سنوات، على قيام مدارس الثانوية والجامعات بالتصويت لأول مرة.

"نجل أحد الأصدقاء وهو من أنقرة، شارك بالمظاهرات وهو الآن يدرس علم الحاسوب في جامعة اسطنبول، أبلغني بأنه يعتزم التصويت للحزب الموالي للأكراد في الانتخابات البرلمانية، وصوته سيذهب لمرشح المعارضة البارز محرم أينسي".

هذه العائلة ليست كردية في واقع الأمر، ولكن العائلة أعلمتني بأنهم قد "مرضوا" من الأكراد، والذين يعتقدون بأنهم يقاتلون من أجل وطنهم، لاسيما وأن والد الشاب قد حاول أن يثني ابنه عن رأيه، وقال حينها: "بعد أن شاهدت الضربات التي أطلقها أصدقائه في متنزه جيزي، من الواضح لي لماذا لا يستطيع ابني التصويت لأردوغان".

أضاف الأب: " أعتقد أن أردوغان قد خسر جيلاً كاملاً".

ربما يكوت هذا مبالغ به بأن يفقد أردوغان جيلا كاملاً. من بين مليون ونصف المليون من الناخبين الجدد أي من مجموع الناخبين البالغ عدد 59 مليون نسمة، فإن ما نسبته 60% سيدلون بأصواتهم لصالح أردوغان.

لكن أكثر من النصف سيصوتون لأحزاب أخرى في البرلمان، وليس لصالح أردوغان.

لقد تغيرت التركيبة السكانية لتركيا خلال العام الماضي، إذ أن العديد من الشباب والشابات يدرسون في جامعاتها، ولكنهم لا يستطيعون العثور على وظائف مناسبة بعد التخرج، وعليه تصل نسبة البطالة إلى 10%. غير أن الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين (18-24) تصل نسبة البطالة بين هذه الفئة العمرية لـ 38%.

وفي ذات السياق، يسمح للنساء بارتداء النقاب في الجامعات، ولكن التمييز ضدهن مبطن ويمتد عميقاً.

"أردوغان يرانا كـ أرحام تحمل الأطفال. ويدعو النساء المتزوجات لأن يكون لديهن ثلاثة أطفال على الأقل، والحكومة منحت إجازة أمومة أطول للنساء، وبدورها أقرت قوانين جديدة ضد التحرش الجنسي والاغتصاب."هذا ما قالته سارة غوندوز، وهي طالبة في جامعة بيلكنت (Bilkent) في أنقرة.

أضافت: "لكننا ننتمي إلى جيل جديد، نحن نريد التعليم العالي ونريد كذلك أن تكون الوظائف بأجر جيد".

" الجيل الجديد" هو مصطلح يستخدمه أردوغان، ويعنى به الأتراك الشبان والعلمانيين والليبراليين، وهو بحسب تعريفهم يرتبط بالطموحات والتعليم والتوظيف، أما أردوغان أراد به "جيلاً دينياً" جديداً. إنه يريد جيلاً جديداً سيحقق "القيم القديمة" ويساعد في الحفاظ على حزب العدالة والتنمية الحيوية.

ولكن اتضح بأن الطلاب والطالبات المتدينين ليسوا متحمسين لخطاب أردوغان المؤيد للدين، رغم أن الناظر للواقع فإن خطاب أردوغان الديني قد تضاعف، ليصل إلى  وجود 4500 ألف مدرسة دينية في تركيا.

"الجيل الجديد" لا يعرف إنجازات أردوغان ومنذ 15 عاماً، حينها أخرج تركيا من أزمة اقتصادية عميقة، وأوجد فيها تقدما ونمواً اقتصاديا، على عكس الجيل الأوسط والأكبر سناً، لا سميا وأن نصف هذا الجيل يرى على الأقل بأن أردوغان قائداً وجديراً بهذا المنصب بسبب الانجازات التي حققها. إذا الجيل الأصغر لا يولي أهمية إلا للحاضر والمستقبل.

ليس تصويت الشبان وحده فقط ما يثير القلق لدى جميع المرشحين للرئاسة، وإنما أيضا المواطنين الأتراك الذين يعيشون في أوروبا، لاسيما وأنه بدأ حوالي مليوني ناخب تركي في أوروبا بالإدلاء بأصواتهم.

ويذكر أنه في الانتخابات الرئاسية السابقة، منح أردوغان 67% من أصواتهم، وهذه النسبة هي الأكبر مقارنة بما تأتي به الدول القديمة .

ولكن هؤلاء المواطنين والذين يعيش معظمهم في ألمانيا، وبعضهم في هولندا وفرنسا، متأثرون أيضا بأوروبا التي تنتقد بشدة حملة أردوغان فيما يخص الحقوق المدنية، ومن ناحية أخرى تميل هذه الفئات المغتربة إلى أن تكون تتسم بـ سمة "محافظة" وبها أجنحة يمينية وقومية أكثر من سكان البلد الأصلي.

من المحتمل أيضا أن يحصد أردوغان العديد من الأصوات "المغتربة" في الانتخابات. والسؤال هو ما إذا كان دعم الأتراك في خارج البلاد سيكون كافياً لخفض مقاييس التصويت في الانتخابات الرئاسية، وهذا سيحدد ما إذا كان أردوغان سيتجاوز ما نسبته 50% من نسبة التصويت.

والمجهول الآخر هو، كيف ستصوت المرأة التركية؟ في السنوات الأخيرة، أصبح تصويت النساء قضية سياسية "ساخنة" في ضوء خطاب أردوغان والذي يدعو النساء إلى " القيام بأدوارهن التقليدية"، بما فيها تربية الأطفال، ومساعد أزواجهن بشكل أساسي، وهن لا يستمعن .

في العديد من المناطق بتركيا لا توجد مرشحات للبرلمان. وتشكل النساء ما نسبته 15% فقط من الهيئة التشريعية الحالية، ولا ترشح سوى امرأة واحدة للرئاسة ألا وهي ميرال أكسندر Meral Aksener)) وهي تنتمي لحزب أيي (حزب الخير)، وقد سميت بذلك (الأخت) و ( الأم ميرال)، ومن المرجح أن تحصل على ما نسبته 12% فقط من الأصوات.

لم تظهر الحركة النسائية في تركياً أي نفوذ كبير على المستوى السياسي، وأصوات النساء يقررها الأزواج.

في إيران، حصل اثنان من الرؤساء ألا وهما محمد خاتمي وحسن روحاني على دعم كبير بين النساء، فهن يعتقدن بأن أصواتهن قد وضعنها في تلك المناصب، لاسيما وأن النساء الاإرانيات قد وضعن صورة للمرشحين على قمصانهن، وكتبن أسمائهن بأحمر الشفاه على خدودهن  "وفجّرن" قبلات في الهواء، في تركيا لا تجد مثل هذه المشاهد المؤيدة لـ أردوغان. المرأة الحازمة ليست من جمهور أردوغان.

وضعت النساء الإيرانيات صورة لمرشحهن على قمصانهن ، ووجهن أسماءهن في أحمر الشفاه على خديهن وفجرهن قبلات الهواء. في تركيا ، لا توجد مثل هذه المشاهد الحارة لأردوغان. المرأة الحازمة ليست بالضبط جمهوره المستهدف.