الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

شرط نجاح صفقة القرن

2018-06-29 10:38:42 AM
شرط نجاح صفقة القرن
الرئيس الامريكي ترامب وصهره ترامب ورئيس الوزراء الارائيلي نتنياهو

 

الحدث- عصمت منصور

نشر المركز اليروشلمي(المقدسي) للدراسات تحليلا حول صفقة القرن، الذي ترجمته "الحدث".

فيما يلي نص التحليل مترجما:

رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحديث عن موعد نشر صفقة القرن أثناء لقائه مع الملك عبد الله الثاني، والذي أظهر فيه شعورا بإنجاز متقدم، مضيفا أن الوضع تحسن منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وأن الأمور تدار بشكل مختلف منذ أن وضعنا حدا لهذا الاتفاق السيئ.

لكن لا أحد في المنطقة قادر على تصديق هذا التفاؤل الذي يبديه ترامب؛ خاصة بعد أن نشر الملك في وكالة الأنباء الأردنية أنه أوضح للرئيس ترامب أن قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع وإحراز الأمن والاستقرار.

نبيل أبو ردينة وصف تصريحات ترامب بالخيالية قائلا في تصريح صحفي له إن صفقة القرن تحولت إلى صفقة غزة وإن هدفها هو طمس هوية الشعب الفلسطيني الوطنية والإجهاز على المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، محذرا من التعاون مع الأفكار التي تتعلق بغزة مثل ميناء قبرص.

جولة الوسطاء الأمريكيين كوشنير وجرينبلات في الشرق الأوسط انتهت واعتبرت الناطقة باسم البيت الأبيض أن الجولة كانت مثمرة والإدارة الأمريكية تفضل عدم كشف  عن أوراقها، ورغم مقاطعة السلطة لإدارة ترامب تم إحراز تقدم مع زعماء مصر وقطر والأردن والسعودية.

الطرف الناقص في هذه المعادلة هي السلطة أو بشكل أدق الرئيس الفلسطيني أبو مازن، ولذا حتى لو أنجز تقدم لن يحدث اختراق حقيقي دون الفلسطينيين.

روسيا تقلل من تفاؤل ترامب أيضا كما اتضح من خلال تصريح نائب وزير الخارجية بوجدانوف أثناء اجتماعه مع قادة حماس في موسكو وقوله إن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنجز السلام لوحدها في المنطقة.

من المشكوك به إن كانت مصر والأردن قد غيرتا من مواقفهما بعد زيارة المبعوثين الأمريكيين رغم الضغط الأمريكي والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشانه.

ملك الأردن لا يريد أن يفقد وصاية الأردن على الأماكن المقدسة في القدس، وهو يخشى أن تواجه صفقة القرن بموجه مواجهات ضخمة في مملكته تنقل إليها ظاهرة الربيع العربي بعد إعلان الإخوان المسلمين الذي يفضي إلى إسقاط  الصفقة.

مصر رغم وضعها الاقتصادي لم تغير موقفها من الصراع، والرئيس السيسي يخشى من موجة مظاهرات ضد الصفقة تستغلها جماعة الإخوان التي أعلنها تنظيما إرهابيا من أجل زعزعة نظام حكمه.

تقارير متعددة نشرتها وسائل الإعلام العربية قالت إن ولي العهد السعودي بن سلمان هو الزعيم الوحيد الذي أبدى مرونة في التعاطي مع صفقة القرن والأفكار الأمريكية الجديدة، ولكنه فشل حتى الآن في إقناع الرئيس أبو مازن بقبولها.

بينما تخشى الدول العربية من إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وخاصة السعودية ودول الخليج، والملك عبد الله يخشى من وجود مليشيات في درعا يمكن أن تهدد الأردن من الشمال، ولكن مع ذلك هذا ليس كافيا لدفعهم لجر الفلسطينيين رغما عنهم للقبول بصفقة القرن، وأن يتم تصوير الملك كمن خان القضية لذا فإنه يحاول أن يلعب لعبة مزدوجة أمام ترامب وأبو مازن والسير على خط دقيق.

من الممكن تفهم رغبة الرئيس ترامب بإحراز اختراق في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ ولكن إذا كان اعتماده على الزعماء العرب كي يقومون بالمهمة فإنه يراهن على الحصان الخاسر.

لا يوجد اختصارات ومحاولات قفز هنا وعليه أن يتواصل مع القيادة الفلسطينية بشكل مباشر ويبدوا أن الرئيس أبو مازن غير معني الآن بالتوصل إلى اتفاق، ويفضل أن ينهي المرحلة وهو صامد على الثوابت.

ويفضل أن يدخل الرئيس ترامب صفقة القرن إلى الثلاجة لعدة اشهر إلى أن تتبدل القيادة الفلسطينية الحالية.