-1-
لأني أعرف مصائر الأشياء،
لا أتعلق بها
علمتني أربع سنوات من الحر ، معنى أن تكون نهائيا
وأن لا تعلق بقشة الحنين
حتى وإن كنت متواطئا مع الأشجار، ومع حصى طرقات البلاد القديمة
هذه الطرقات التي تزرع على جنباتها غابات اللوز التي توصل إلى المقبرة
تعلّق بالزوال فقط ، وإن اللحظة بنت الكلب هذه يجب أن تنتهي في لحظة ما،
لا تترك قلبك كله في سلة امرأة لا تحب الصدف وتعشق المانجا
الدروب كفيلة كي توصلك إلى طرقات لا تتوقعها أبدا،
كن متماسكا، درّب قلبك على المغادرة في لحظة العصف
اقتل قلبك إن لزم الأمر، تذكّر لحظة سقوط الحجر على سطوح الماء
ليس سوى دوائر
تبسم حين يغادرك الجمال
هذا يعني أن فراغا جميلا سوف يحل مكانه
كن أنت صانعه ، شكل من ذراته أرواحا راقصة، وعيدانا لنبّالين بروا أقواسهم
وبمهارة خزاف يعشق الأزرق البارد والرقم ٦
أنظر إلى عينيها
كأن الدخان عائلة كاملة
-2-
أبحث عن حكمتي في جذوع الأشجار
أتمسك بما سوف يرحل بعد قليل،
لأنه لن يتكرر
أقبض على عنق السياج لتخرج الطيور من جوفه
ثم أرسم تمثالا آخر الليل من رمل وحصى قائلا:
هذا سهل التحطيم
أتمدد تحت طيور السياج التي حلقت بعيدا فوق امرأة
امرأة تغسل ثيابها بمسحوق من شهور قاسية
وأردد قبل انبلاج الفجر
سأبتليك أيها النهار البطيء بالنرجس والفضة والشياطين
-3-
إنه ينظر إلى العالم
كما ينظر إلى بناية آيلة للخراب والحطام
وعليه الآن،
أن يخبر كل غريبي الأطوار بهذا الأمر الفاحش
وأن يقدم لهم مبررات كافية
أن عدم اطمئنانهم
لن يمسسه سوء
-4-
لأنهم يخافون الأبواب
يتركون نوافذهم مشرعة
للريح والعاصفة
والضباب الذي يأتي بسعالهم مع الفجر
يدقون يدقون
لكن الأبواب مقفلة بلا هدف
سوى خوفهم على العتبات،
أن تدوسها أقدام برؤوس مقنعة
وأن يمر الليل هكذا
كأي سواد
بلا معنى وفراشات
-5-
يوماً ما
أيها الموت
ستسطو عليك النساء
لن يكترثن لعينيك المرعبتين
سيسرقن منك جفاف دموعك
يقدمنه حطباً لبرودة أسرتهن
يوماً ما آخر
أيها الموت
سيدخل الرجال بابك
حفاة
لا لشيء
سوى البحث عن طرق سرية للخلود
في أسرة النساء اللواتي اتخذن جفاف دموعك
حطباً لأسرتهن
بعد يوم من ذلك اليوم الآخر
أيها الموت
حين تغادر في الصباح
ستنسى كما نريدك أن تنسى
مفاتيحك على السرير
وأقفالك محطمة في الممرّ
-6-
رأيتهم،
يلمّون هواء حبيباتهم
في حليب صباحهم الباكر
ثم يوزعون الفطام
على أصدقائهم