الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث| المحطة التالية للأسد استعادة الجولان بمساعدة روسيا

2018-07-08 07:59:29 AM
ترجمة الحدث| المحطة التالية للأسد استعادة الجولان بمساعدة روسيا
بشار الأسد وسؤال الجولان


 

ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى

نشرت صحيفة هآرتس تقريرا رئيسيا كتبه زيفي بارئيل، يتحدث فيه عن استعداد سوريا ونظام الرئيس بشار الأسد لإعادة السيطرة على الجولان، والذي ترجمته الحدث. 

وفيما يلي نص التقرير:

تستعد إسرائيل للمرحلة القادمة، التي ستنشر فيها قوات الأسد في المواقع التي كانت تحتلها قبل الحرب، والتي حددتها خطوط الانفصال التي وافقت عليها إسرائيل وسوريا في عام 1974.

وقد أنشأت وحدات الشرطة الروسية، التي رافقت القوات الروسية متجهة إلى معبر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا، مواقعها هناك وفي بعض الأجزاء من مدينة درعا، عاصمة المنطقة الجنوبية التي تحمل الاسم نفسه؛ بدأت الميليشيات المتمردة بتسليم معداتها الثقيلة إلى الجيش السوري، وإذا لم تكن هناك تطورات جديدة، فيمكن للأسد أن يدعي أن شرق درعا بين يديه.

وبدأت عمان تدرس إمكانية إعادة مئات الآلاف من اللاجئين الذين فرّوا إلى الأردن خلال الحرب، وتستعد إسرائيل للمرحلة المقبلة، التي ستنشر فيها قوات الأسد في المواقع التي كانت تحتلها قبل الحرب، والتي تحددها خطوط الانفصال المتفق عليها على يد إسرائيل وسوريا في عام 1974.

بين هاتين المرحلتين لا تزال معركة محلية تنتظر سوريا في المناطق الغربية من درعا وعلى طول حدودها مع الأردن حتى حوض نهر اليرموك، حيث تتواجد قوات جبهة النصرة وكذلك بعض وحدات داعش. قد تستغرق هذه الحملة عدة أيام، وتأجيل الاستيلاء الكامل للجنوب من قبل الأسد.

ووفقاً للتقارير الواردة من سوريا، فإن روسيا حافظت جزئياً فقط على التزامها تجاه الأردن وإسرائيل، حيث لم تشارك القوات الإيرانية وحزب الله في القتال في درعا، وتم رصد مقاتلي حزب الله إضافة إلى عدد من الضباط الإيرانيين في مناطق القتال، لكن بشكل عام كانت روسيا وسوريا فقط هما من يقاتل وينشر  قواته في المنطقة. وفي هذه الأثناء، لم يبدأ اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن في درعا الغربية، وهو يتوقف على رد الميليشيات المحلية، التي ينبغي أن تصل في غضون اليوم التالي.

تعتبر إسرائيل الطرف الذي أعطى الضوء الأخضر لدخول قوات الأسد إلى جنوب سوريا، في أعقاب المفاوضات التي جرت بين قائد قوات الشرطة الروسية وممثل عن الإدارة الروسية، والمسؤولين الأردنيين والإسرائيليين. وقد استند هذا إلى التزام روسي بإزالة القوات الإيرانية من المنطقة إلى مسافة مبدئية تبلغ 40 كيلومترًا من الحدود الأردنية. وسيتم عقد المزيد من المفاوضات بشأن عمق الانتشار الإيراني في مرتفعات الجولان في لقاء سيجمع بين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء، أي قبل ستة أيام من اجتماع قمة بوتين ترامب، والذي سيعالج من بين القضايا الأخرى الاتفاق النووي والوضع في سوريا.

تصر إسرائيل على أن القوات السورية لا تعبر خطوط فض الاشتباك المتفق عليها، ولكن من دون القيام بذلك، لن تكون سوريا قادرة على إزاحة وحدات الميليشيات الموجودة في منطقة الجولان السورية. وستحتاج كل من إسرائيل وسوريا وروسيا إلى إيجاد حل مبتكر يمكن أن يمنع دخول القوات السورية أثناء إزالة الميليشيات.

أحد الاحتمالات هو أن توعز إسرائيل للميليشيات بمغادرة مرتفعات الجولان في مقابل التزام سوري - روسي بعدم إلحاق الأذى بهم. خيار آخر هو أن توافق إسرائيل على إنشاء وحدات شرطة روسية مختلطة تعمل على إنشاء ممر آمن للعبور للميليشيات وآلاف اللاجئين الذين وصلوا مؤخراً إلى الجولان بعد فرارهم من القتال في درعا.

وتنص اتفاقية وقف إطلاق النار على نشر قوات نظام الأسد في جنوب سوريا، لاستكمال استئناف الأسد السيطرة على معظم سوريا.

وتنضم هذه الاتفاقية إلى اتفاقيات مماثلة أخرى تم التوصل إليها في أجزاء أخرى من سوريا، مثل المفاوضات بين النظام والقوات الكردية والاتفاقات المبرمة مع الأقلية الدرزية في جنوب سوريا. ولا تزال السيطرة العسكرية على هذه المناطق تترك القضايا الرئيسية التي تحتاج إلى حل قبل أن تتمكن روسيا من الاستمرار في التحركات الدبلوماسية التي تخطط لها؛ والتي تشمل إنشاء حكومة سورية جديدة وتنفيذ دستور منقح صاغته روسيا مع النظام فضلا عن إجراء الانتخابات.

في أيدي روسيا

وهكذا، بالإضافة إلى مسألة نشر القوات في الجولان، سيكون على روسيا إقناع تركيا بسحب قواتها من شمال سوريا، التي غزتها كجزء من حملتها ضد الوحدات الكردية وجهودها لمنع التواصل الجغرافي الكردستاني في سوريا. كما ستحاول روسيا وضع صيغة لإجلاء القوات الأمريكية، وبعضها في شمال سوريا، وأجزاء منها في المثلث الحدودي بين الأردن وسوريا والعراق إلى جانب إخلاء القوات الإيرانية.

هذا يبدو الآن غير محتمل، بما أن إيران لا تنوي، على الأقل وفقا لإعلاناتها، سحب جميع قواتها من سوريا. في حين تلقت طهران التأييد لهذا الموقف من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي قال هذا الأسبوع إنه من غير الواقعي المطالبة بانسحاب إيراني كامل.

وهذا يتناقض مع التصريحات السابقة، بما في ذلك تصريحات بوتين، التي تقول إن جميع القوات الأجنبية ستغادر سوريا.

أحد الأسئلة المطروحة الآن هو ما إذا كان بوتين يستطيع ربط انسحاب إيران من سوريا بالاتفاقات النووية. بمعنى آخر، هل سيوافق ترامب على التخفيف من مواقفه فيما يتعلق بهذه الاتفاقية مقابل انسحاب إيراني من سوريا؟ هذا يمكن أن يشكل معضلة خطيرة لإسرائيل التي عليها أن تقرر أي التهديدات أكثر واقعية: اتفاق نووي صحيح، والذي تلتزم به إيران بدقة شديدة، لكنه يثير الشكوك حول ما يحدث عندما ينتهي هذا الاتفاق، أو استمرار وجود القوات الايرانية على الأراضي السورية. في الوقت الحالي، هذا سؤال نظري لكن في غضون أسبوع واحد ربما تواجه إسرائيل شهر عسل أميركي روسي جديد، والذي سيجبرها على إيجاد استراتيجية بديلة.