الحدث- محمد غفري
قبيل إعلان نتائج الثانوية العامة، اليوم الأحد، قدم الاستاذ الجامعي منجد أبو شرار عبر صفحته على موقع الفيس بوك، تهنئة غريبة من نوعها إلى الطلبة الراسبين، قال فيها "للراسبين والراسبات في امتحان الثانوية العامة، من قلبي أهنئكم ألف مبارك، بطالة الخريجين الشباب تجاوزت الـ50%... الخ".
تهنئة أبو شرار وإن بدت غريبة من نوعها لا تخلو من الطرافة، إلا أنها تلامس حقيقة الواقع، إذا ما نظرنا إلى الأرقام الرسمية حول نسب البطالة في فلسطين، وبشكل خاص لدى الطلبة الخريجين.
تظهر الأرقام الرسمية، التي حصلت عليها "الحدث" من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن نسبة البطالة في فلسطين بحسب نتائج التعداد السكاني الأخير للعام 2017، قد بلغت 27.2%، في حين ارتفع معدل البطالة بين الأفراد (20-29 سنة) في العام 2017 لدى الحاصلين على مؤهل دبلوم متوسط أو بكالوريوس في فلسطين إلى حوالي 56%.
إذ تشير الأرقام الرسمية إلى أن سوق العمل الفلسطيني، يرحب بأصحاب المهن والصناعات والفنيين بنسبة أعلى من الحاصلين على مؤهل علمي، مع اختلاف فرص بعض التخصصات الجامعية عن الأخرى.
تخصصات ابتعد عنها
سجل أعلى معدل بطالة بين الإناث (20-29 سنة) الحاصلات على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس في تخصص الحاسوب نسبة 83%، مقارنة بأعلى معدل بطالة بين الذكور في تخصص العلوم الطبيعية بنسبة 54%.
وفي تفاصيل فئة الذكور، سجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد الذكور (20-29 سنة) الحاصلين على شهادة الدبلوم المتوسط أو البكالوريوس في فلسطين في العام 2017 في مجالات الدراسة الآتية:
العلوم الطبيعية (54%)، الرياضيات والإحصاء (49%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (47%)، الصحافة والإعلام (45%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (43%).
أما لدى الإناث، بلغت أعلى معدلات للبطالة بين الإناث (20-29 سنة) الحاصلات على شهادة البكالوريوس أو الدبلوم المتوسط في العام 2017 في مجالات الدراسة الآتية:
الحاسوب (83%)، علوم إنسانية (80%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (77%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (76%)، الخدمات الشخصية (75%)، الصحافة الإعلام (75%).
وفيما يلي باقي تفاصيل نسب البطالة موضحة لدى الجنسين في كافة التخصصات:
مقارنة بين الضفة الغربية وقطاع غزة:
سجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد (20-29 سنة) الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في العام 2017 في قطاع غزة بالمجالات الآتية:
علوم إنسانية (79%)، الأعمال التجارية والإدارية (77%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (77%)، العلوم الطبيعية (75%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (74%).
في حين سجلت أعلى معدلات للبطالة بين الأفراد (20-29 سنة) الحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في العام 2017 في الضفة الغربية بالمجالات الآتية:
العلوم الطبيعية (65%)، علوم تربوية وإعداد معلمين (59%)، العلوم الاجتماعية والسلوكية (58%)، الحاسوب (51%)، علوم إنسانية (49%).
20 شهر بطالة للخريج
في العام 2017، بلغ أعلى معدل فترة التعطل بالأشهر بين الأفراد (20-29 سنة) في فلسطين والحاصلين على شهادة دبلوم متوسط أو بكالوريوس في تخصص العلوم الإنسانية بمعدل 20 شهراً، في حين بلغ أدنى معدل فترة التعطل في تخصص العلوم المعمارية والبناء وتخصص الهندسة والمهن الهندسية بمعدل 11 شهراً.
الطريق الأسرع لسوق العمل
وكيل وزارة العمل الفلسطينية سامر سلامة، أكد على أن نسب البطالة في صفوف خريجي الجامعات عالية، وأن التخصصات المطروحة في الجامعات لا يوجد لها فرص عمل في السوق الفلسطينية، ليس لأنها غير مناسبة، ولا بسبب عجز الاقتصاد الفلسطيني على توليد فرص عمل؛ وإنما بسبب وجود احتياجات جديدة في السوق غير متوفرة بالجامعات.
وأوضح سلامة ذلك لـ"الحدث"، أن سوق العمل بحاجة إلى فنيين ومهنيين وليس إلى أكادميين، وبالتالي توجه برسالة إلى الطلبة الراسبين والناجحين على حد سواء، أن يتجهوا إلى التخصصات المهنية، لأن هذه التخصصات هي الطريق الأسرع إلى سوق العمل.
وذكر على سبيل المثال حاجة السوق إلى تخصصات في مجال البناء الذي يتيح سنوياً حوالي 20 ألف فرصة عمل، من بنائين إلى قصارة وبلاط وألمنيوم وحديد، ناهيك عن اتجاه عدد منهم إلى سوق العمل الإسرائيلي.
وفي محصلة هذا التقرير، وإن كنا ندعو الطلبة الراسبين إلى عدم اليأس وتكرار المحاولة إلى حين النجاح في امتحان الإنجاز، والالتحاق مبكراً بسوق العمل، إلا أننا بخلاف أبو شرار نبرق بالتهنئة إلى الطلبة الناجحين وذويهم.
حاولنا في "الحدث"، أن نرشد الناجحين إلى التخصصات التي ترتفع فيها نسب البطالة في فلسطين، ولهم في النهاية حرية الاختيار بين حاجة سوق العمل، ورغباتهم الشخصية.
تجدر الإشارة، أنه بلغ عدد المتقدمين لامتحان شهادة الثانوية العامة "الإنجاز" في العام الدراسي 2017/2018 حوالي 77 ألف طالباً وطالبة، ويبلغ عدد خريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية بمعدل 40 ألف خريج وخريجة سنوياً، في حين يستوعب السوق المحلي بمعدل 8 آلاف فرصة عمل للأفراد الخريجين (20-29 سنة).