السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حزب الله قاتل كالبكتيريا الزرقاء في درعا.. كيف نظرت إسرائيل لهذه المعركة؟

2018-07-08 01:53:55 PM
حزب الله قاتل كالبكتيريا الزرقاء في درعا.. كيف نظرت إسرائيل لهذه المعركة؟
صورة من معركة درعا

 

الحدث ـــ محمد بدر

اعتبرت صحيفة يديعوت العبرية في تقرير لها أن انتصار الجيش السوري والقوات الرديفة في معركة الجنوب السوري، بمثابة انتصار قيمي ورمزي ومعنوي كبير؛ خاصة وأن محافظة درعا الجنوبية كانت شرارة الانطلاق في ما يعرف بالثورة السورية واليوم تعود المحافظة بأكملها لسيطرة الجيش السوري.

الصحيفة أشارت إلى كون درعا جسر العبور بالنسبة للمساعدات العسكرية الخليجية والأمريكية والبريطانية لقوات المعارضة السورية من خلال المعابر الحدودية مع الأردن، بحيث كان هذا السلاح يزود كافة مناطق المعارضة على امتداد سوريا. وسدّ هذا المنفذ الرئيسي للدعم، يعني أن المعارضة السورية في طريقها للاستسلام.

 وحول سير المعارك في الأيام الأخيرة، قالت الصحيفة إن الجيش السوري تتقدم على محورين، وسيطر على المعابر الحدودية مع الأردن، مما عرقل طريق المساعدات البرية للمعارضة السورية في جنوب وجنوب غرب سوريا، وتمكن من عزل المسلحين في القنيطرة عن مصدر الإمداد الرئيسي من الأردن، ما يعني أن الجولان السوري ككل سيصبح تحت سيطرة الجيش السوري قريبا.

 وتؤكد الصحيفة أنه ومن وجهة نظر إسرائيل، إن الوضع الجديد الذي نشأ في جنوب سوريا له معانٍ عدة، وليس كلها بالضرورة سلبية؛ فقد ثبت أن مشاركة حزب الله والمجموعات الشيعية الموالية لإيران في المعارك كانت محصورة نسبيا، بالإضافة إلى حقيقة أن الذين شاركوا في المعارك كانوا يرتدون زي الجيش السوري، لكنهم لم يعملوا في تشكيلات عضوية، بل كانوا بمثابة "البكتيريا الزرقاء" والفرق الصغيرة التي كانت تعمل في مكان يتطلب فيه وجود خبرة قتالية وعسكرية عالية؛ وهذا يعني أن روسيا استطاعت الضغط على حزب الله وإيران في موضوع تقليص مشاركة القوات غير السورية في المعركة.

وأوضحت الصحيفة أن وجود "جبهة النصرة" وداعش وبعض المجموعات السلفية على الحدود مع "إسرائيل" لسنين، كانت بمثابة التجربة لوجود هكذا مجموعات بالقرب من "إسرائيل"، وخلق صيغة من الردع لدى هذه الجماعات، حيث أثبت جودها "الهادئ" على الحدود أنها تخشى أي تحرك ضد "إسرائيل".

 وترى الصحيفة أن المعادلة الخطرة التي قد تنشأ في الجنوب السوري  بالنسبة لإسرائيل؛ هي دخول الجيش السوري لبعض المناطق التي انسحبت منها قوات الأمم المتحدة بعد سيطرة الجماعات السلفية على الحدود وهذا يعني أن الجيش السوري قد ينتهك اتفاقية فض الاشتباك التي وقعت في العام 1974.

وتؤكد الصحيفة أن "إسرائيل" مضطرة لزيادة عدد قواتها في منطقة مرتفعات الجولان بانتظام؛ لمنع تسلل عناصر من حزب الله أو القوات العسكرية الإيرانية إلى الحدود الإسرائيلية؛ خاصة مع التخوف الإسرائيلي بأن تمتد مساحة القتال لداخل الحدود الإسرائيلية.

 وفي مسألة تقديم "إسرائيل" لبعض المساعدات الإنسانية للنازحين من المعارك، قالت الصحيفة إن "إسرائيل" لها مصلحة واضحة للتأثير على وعيهم لدرجة أن "إسرائيل" لم تعد بالنسبة لهم جهة معادية أو عدو، وانعاكسات هذه الصورة تخدم العمل الاستخباراتي مستقبلا، على حد تعبير يديعوت، كما واعترفت الصحيفة بأن "إسرائيل" قدمت مساعدات للمعارضة المسلحة وكانت على علاقة معها.