ولجت نفسي في لحظة
وجدت قصرا من رخام
"هذا هو فضاؤك" ينادي
صوت في المدى المفتوح، أم
هذا هو الخيال؟
هل صحوت من غفوتي،
وكل ما رأيته ما كان
حقاً قبل الآن؟
"هذا هو مكانك"
يصرخ صوت في البعيد
"هذا المكان
لا وقت فيه للزمان
ولن تحتاج إلى الحديث"
فتخليت عن الكلام،
هل أنا وحيد؟
ماذا ينقصني لأتمم
رؤيا المؤلف أو أتنصل
من حلم عتيق؟
وجدت قصرا من رخام،
يحصدني الجمال في
بنفسجة الورد ليعكس
ما تبقى فيّ من ركام
هل هذا هو الطريق؟
تغادرني التفاصيل الرديئة
وتزرعني الجبال على
سفوحها قمحا
تواكبني التهاليل القديمة
وتصلبني البلاد على
دروبها دمعا
أهنا أجد الصديق؟
هذا المكان الغريب
لا يناسب فوضاي
ولا عبثية العشب العنيد
هذا المكان الغريب
عادي أكثر مما أريد
لا يثير في نفسي
الرغبة بالجنون
فعدلت عن الوجود
واعتكفت إلى أملي
الشريد.
هذا المكان لا يناسبني...
هذا المكان لا يثير
فيّ سوى الشعور
الدفين لِما يكمن
فيه من الحنين،
هذا المكان لا يثير
في داخلي إلا
الحنين لِما
يأبى هذا المكان
أبدا أن يصير.