الحدث - سجود عاصي
"إن من يمنحك الموت لا يمنحك الحياة" مقولة تنطبق بكل حروفها وكلماتها ومعانيها على حالة الطفل آدم سالم (15 عاماً) من قطاع غزة.
يوم الخميس الماضي بترت ساق آدم بسبب تلف وتعفن الأنسجة، وقبلها بيومين كان الاحتلال قد سلمه لعائلته في قطاع غزة بعد 14 يوما من الاعتقال بتنسيق بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والارتباط المدني الفلسطيني.
وتفيد نتائج الفحوصات التي أجريت للطفل آدم، أنه لم يتلق أي علاج طيلة 14 يوماً من اعتقاله لدى الاحتلال الإسرائيلي، رغم أن الاحتلال زعم أن آدم كان في رحلة علاج ولم يكن معتقلا.
وحول مزاعم جيش الاحتلال بأنه تم تقديم العلاج اللازم لآدم خلال فترة اعتقاله؛ نفى والده هذه المعلومات وبشدة؛ مؤكداً أن الفحوصات في مستشفيات قطاع غزة أظهرت أنه لم يتلق العلاج، تحديدا بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بعملية للطفل لإزالة الشريان الاحتياط في ساقه اليسرى دون إجراء أي عملية لاحقة له وكذلك دون معرفة مصير الشريان، قائلا "سرقوه".
وعن ظروف إصابته قال سالم، في اتصال هاتفي مع "الحدث"، إن آدم كان متوجها لزيارة أرض لأحد أقربائه بالقرب من مخيمات العودة واستراح قليلا بالقرب من موقع أبو صفية، قبل أن يبدأ الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق قنابل الغاز، وفور حمل آدم لإحدى هذه القنابل، اقتحم جيش الاحتلال السياج الحدودي واقتادوه إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أن أصيب بطلق ناري في القدم.
وأكد سالم، أن ابنه تعرض على مدار 14 يوما للضرب على مكان إصابته إضافة إلى الإهانات والشتائم من قبل جنود جيش الاحتلال، دون أي اكتراث بحالته الصحية.
وفي لقاء خاص أجراه مراسل "الحدث" في غزة مع الطفل سالم، قال إن الاحتلال هدف إلى معاملته بشكل سيء جدا حتى يخلق له إعاقة دائمة.
ومنذ بدء فعاليات مسيرة العودة في الثلاثين من مارس الماضي؛ وصل عدد الإصابات في الأطراف السفلية فقط إلى أكثر من 5500 إصابة، الأمر الذي يشكل استهدافا إسرائيليا واضحا بهدف خلق إعاقات دائمة في صفوف الغزيين.