الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

سطوعُ العاديّة لـ الشاعر: ناصر رباح

2018-07-17 03:39:38 PM
سطوعُ العاديّة
لـ الشاعر: ناصر رباح
ناصر رباح

أيُّ حكمةٍ في أنْ ينصبَ الصيّادُ فِخاخَه على شكلِ قصائدَ ؟ أو أنْ يخلعَ البحرُ ثيابَه ليبدو ماجناً حين تعبرينَه، ولستِ تكترثينَ! كيفَ لي أنْ أهجسَ باسمكِ قبلَ النومِ، ولا تسمعينَ صوتَ حنيني المتسلّقِ شُرفاتكِ لبلاباً وترانيمَ؟ أنا عَشّابُ حدائقِ صمتكِ، لصُّ مناديلكِ، والمسحورُ يصلي كي يطلعَ صبحٌ مِنْ بين أصابعِكِ النسّاجةِ عُشَّ عصافير. هاربٌ أنا مِنْ رحلةِ الشتاءِ والصيف، ظامئةُ اليدينِ رايتي إليكِ، وقلبي يعَضُّ على كتابِ السرابِ، النارُ في صدري دفنَتْ رأسَها، وليسَ يعرفُ رأسي المقطوعَ في الشارعِ غيرُ الغُرباءِ.

2

أيُّ حكمةٍ في أنْ أبني لكِ بيتاً في الجَنّةِ، ويسكنُه الهواءُ؟! أو أنْ أقدَّ اشتياقي ولا شاهدَ غيرَ طريقٍ لا يؤدي إليكِ ؟! أتنفّسُ وحدي الأغنياتِ: شهيقُ حوريّاتٍ، وزفيرُ ملائكةٍ، وأنتِ كفُّكِ تُلقِيني عُملةً معدنيةً في سماءِ احتمالِكِ، وتلقَفُني ضاحكةً كلَّ ليلةٍ يدُ الألمِ. مِن يدي تفرُّ صحراءُ كاملةٌ، وتنتشي بين كُوفةِ القلبِ وبَصْرتِه سوقَ نخّاسين. أجيبي رسولِيَ الحاملَ موتي إلى ماءِ الحياةِ، من ألْفِ ليلةٍ أعطِني ليلةً يتوكأُ قلبي عليها، ويرفعُها غيمةَ ذكرياتٍ، وخذي ما لا أحدَ سمِعه، ولا أحدَ رآهُ غيرَ دمِ العاشقين.