الحدث- ريم أبو لبن
"احتاج طرفا اصطناعيا لأكمل حياتي كمصور صحفي بعد أن بترت قدمي اليسرى بفعل أحداث مسيرة العودة". هذا أقصى ما يتمناه حالياً المصور الصحفي يوسف إياد الكرنز (20 عاماً)، والذي كان قد أصيب في اليوم الأول من أحداث مسيرة" العودة"، لاسيما وأنه لم يفلت من قناصة الجندي الإسرائيلي المتمركزة في منطقة "الخيام" شرق مخيم البريج أثناء توضيبه معداته الصحفية.
قال الكرنز لـ"الحدث": "حصلت على تحويلة طبية بقيمة 25 ألف شيقل، وهذا المبلغ لا يكفي لإيجاد طرف اصطناعي يتناسب مع طبيعتي الجسدية، وبحسب وصف الأطباء فأنا احتاج لطرف اصطناعي متطور لكي أكمل مسيرتي المهنية كمصور، ولذا ما احتاجه من دعم مالي يصل إلى 30 ألف شيقل يضاف إلى المبلغ السابق".
ورغم ابتعاد الصحفي الكرنز عن الحدود الفاصلة مع الجانب الإسرائيلي بمسافة تقدر بكيلو مترا؛ إلا أنه تم استهداف قدميه برصاصتين متفجرتين أثناء محاولته الوقوف على الأرض خلال تغطيته أحداث "مسيرة العودة" وتحديدا في ذكرى يوم الأرض الموافق 30/3/2018، وعليه فقد بترت قدمه اليسرى بعد مكوثه لمدة 12 يوماً في مستشفى الشفاء في غزة.
وقبل نقله إلى مستشفى الشفاء وبتر ساقه اليسرى؛ كان قد نقل بعد لحظة الإصابة إلى مستشفى الأقصى بحسب ما ذكر لـ"الحدث"، ولكن المستشفى في ذلك الوقت رفض استقباله لصعوبة وتدهور حالته الصحية وقد وصف الأطباء حالته بـ"الخطرة"، وعليه نقل إلى مستشفى الشفاء.
"تم إدخالي لغرفة العمليات في مستشفى الشفاء وقضيت فيها 6 ساعات، فيما تم حقني بـ 27 وحدة دم، ومن ثم تم نقلي لغرفة العناية المركزة ومكثت بها 17 يوما، وبعد ذلك نقلت إلى قسم الجراحة في المستشفى وفي اليوم الثالث من مكوثي في الجراحة تم بتر ساقي اليسرى، حيث كانت الرصاصة قد اخترقت منطقة القدم وتبعد عن منطقة (الركبة) قرابة 5 سم". هذا ما أكده لـ"الحدث" المصور الكرنز والعامل في الوكالة الوطنية للإعلام في قطاع غزة.
وعن بتر ساقه اليسرى، كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك": "ساقي اليسرى بدأت بالتهتك وبدأ يظهر عليها اللون الأسود، حينها فقد أبي أمل إخراجي من قطاع غزة، مع العلم أنني حصلت على تحويلة رسمية من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد 6 ساعات من إصابة قدمي، ولم أتمكن من الخروج للخارج، فاضطر أبي للموافقة على عملية بتر ساقي اليسرى".
بعد مرور 25 يوما بترت ساقه اليسرى وبفعل رصاصة متفجرة، حصل على تحويلة طبية من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعليها تم نقله إلى مستشفى الإستشاري برام الله إثر تدهور الوضع الصحي لقدمه اليمنى، حيث عجز عن تحريكها بشكل طبيعي.
واستكمل حديثه: "حصلت على العلاج في الاستشاري، ونقلت بعد ذلك إلى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل وقد أنهيت العلاج وتأهيل قدمي اليمنى، ولكن ما احتاجه هو طرف اصطناعي يتناسب مع قدمي اليسرى".
وفي مناشدة له وجهها عبر "الحدث": "أناشد الجهات المختصة بأن توفر لي تحويلة طبية وبتغطية مالية لكي أتمكن من إكمال مسيرة العلاج، وحصولي على طرف اصطناعي يتناسب مع طبيعة عملي كمصور صحفي".