قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل في اتصال هاتفي خاص بـ "الحدث"، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أعلنت حربا على المجتمع الدولي وعلى العرب والفلسطينيين بإقرارها لقانون القومية اليهودية فجر اليوم الخميس، مشيرا إلى أن بقاء الاحتلال في أرض فلسطين سيجعلها مقبرة لهم.
وأضاف المدلل، أن حكومة نتنياهو حققت ما أرادته بإقرار هذا القانون، الذي يسعى من خلاله إلى تحويل الأرض الفلسطينية إلى "صهيونية"، مشيرا إلى أن نتنياهو سيبحث بعد هذه الخطوة عن تأييد عربي ودولي ليهودية الدولة، الأمر الذي أراده نتنياهو منذ بدء عملية السلام.
وشدد المدلل على أن الفصائل الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام جرائم الاحتلال المستمرة بحق الشعب الفلسطيني من ضمنها هذا القانون، "وسنظل رافضين للوجود الإسرائيلي بالكامل على الأرض الفلسطينية"، مؤكدا على أن الفلسطينيين في المناطق المحتلة متجذرون ومتشبثون بأرضهم.
وقال المحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون في حديث خاص بـالحدث، إن إسرائيل أطلقت رصاصة الرحمة على عملية السلام، مما يدلل على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يقبل التعايش ولا يريد سوى دولة يهودية خالية من أي عنصر آخر، وهذا ما يعني أنها دولة عنصرية تشبه إلى حد كبير النازية في ألمانيا.
وبحسب المدهون، فإن هذا القانون لن يؤثر على موضوع التصعيد على قطاع غزة، حيث أن التصعيد مرتبط بأمور سياسية ميدانية، بينما القانون له بعده الاستراتيجي العقائدي، ويجب تحويله إلى فرصة لحشد رأي عام عالمي دولي لفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
والحل بنظر المدهون يكمن في الوحدة الوطنية الفلسطينية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لأنه يشكل خطرا وجوديا وعقائديا وثقافيا، بما أن القرار بلا أدنى شك سيقتل عملية السلام.
فيما صرح الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس فوزي برهوم، أن قرار "ما يسمى بالكنيست الإسرائيلي" قانون القومية؛ شرعنة رسمية للعنصرية الإسرائيلية، واستهداف خطير للوجود الفلسطيني وحقه التاريخي في أرضه، كما وانه يشكل سرقة واضحة لممتلكاته ومقدراته.
واعتبر برهوم أن هذه القوانين والقرارات الإسرائيلية "المتطرفة" تمادت بفعل حالة الصمت الإقليمي والعربي والدولي على جرائم الاحتلال وانتهاكاته، وإن كل هذه القرارات والقوانين الباطلة لن تمر ولن تغير من الواقع شيئا وسيبقى الشعب الفلسطيني صاحب الحق والسيادة على هذه الأرض.
وطالب برهوم، بضرورة التوحد والتماسك بقوة وضرورة التوافق العاجل لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقه ومقدراته، مطالبا المجتمع الدولي والعربي بضرورة العمل على لجم ممارسات الاحتلال واتخاذ قرارات رادعة بحقه ومحاسبته على انتهاكاته الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني و للقوانين والقرارات الدولية.
وكان الكنيست الإسرائيلي قد وافق صباح اليوم الخميس بالقراءة الثانية والثالثة على قانون القومية اليهودية بتصويت 62 عضوا مقابل 55 عضوا رفضوا القانون.
وينص المشروع على أن دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وأن اللغة العبرية هي اللغة الرسمية للدولة في حين أن اللغة العربية هي لغة رسمية ولكنها تتمتع بوضع خاص، كما وينص القانون على أن مستوطنات الاحتلال هي قيمة وطنية، الأمر الذي أدى بالقائمة العربية المشتركة في الكنيست إلى تمزيق مشروع القانون مما ادى إلى إخراجهم من القاعة.