الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الشروع بعملية السلام... إيهود باراك قادم!

2018-07-19 02:12:38 PM
الشروع بعملية السلام... إيهود باراك قادم!
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك (أرشيفية)

 

ترجمة الحدث - ريم أبو لبن

" قد يكون باراك هو الشخص الوحيد في إسرائيل الذي يمكنه في هذه الأوقات التغلب على نتنياهو، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لإسرائيل في الوقت الحالي". هكذا بدأ الكاتب والباحث في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقضايا السلام غيرشون باسكين (GERSHON BASKIN) مقاله الذي نشر عبر موقع "جيروزاليم بوست" موضحاً به إمكانية أن يصبح باراك خليفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث بشر "إسرائيل" بمستقبل أسود.

وجاء في النص الذي ترجمته "الحدث" كما هو:

في هجوم لاذع على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، كان فتح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك الجبهة الهجومية "العنيفة" على نظيره نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، وذلك لاستعادة مكتب رئيس الوزراء، لاسيما وأن هجوم باراك كان أيديولوجيا ركز فيه على ما أسماه  التهديد الوجودي الوحيد الذي يواجه دولة إسرائيل، والتي أصبحت رسيماً دولة واحدة، ثنائية القومية، ومتعصبة دينياً، وغير ديمقراطية وبها أغلبية مسلمة.

أتفق تماما مع باراك، لاسيما وأنه وعلى مدار 51 عاماً لدينا وبشكل واقعي دولة واحدة ثنائية القومية ويزداد الأمر صعوبة لمواصلة تعريف أنفسنا كدولة قومية ديمقراطية للشعب اليهودي. إن سياسات كلا من نتنياهو ونفتالي بينيت، شاكيد، ليبرمان وبدعم من كاهلون والأرثوذكس المتطرفين تقوم بشكل منهجي على إزالة إمكانية حل الدولتين وتشريع القوانين التي تحد من الديمقراطية والحقوق المدنية لأولئك الذين لا يتفقون مع سياسات النظام الحالي.

ومن أجل دفع أجنداتهم، دفعوا الإسرائيليون بعيداً عن الحاجة الملحة للتقسيم السياسي، وتقوم الحكومة بتنفيذ سياسات تتمثل بـ (جرائم الحرب، وإبعاد الفلسطينيين عن منطقة (ج) كـ منطقة الخان الأحمر) وذلك بغية توسيع المستوطنات اليهودية يالضفة الغربية وضم المنطقة إلى إسرائيل.

إن "الأراضي الإسرائيلية" تمتد إلى ما وراء "الخط الأخضر"، لكن يجب أن يكون لدى "إسرائيل" حدود متفق عليها ومع جيرانها الفلسطينيين وترتكز لدى مناطق "الخط الأخضر" كما هو متفق وضمن وجود دولة " إسرائيل"، وعليه يجب أن نتحرك في اتجاه تحقيق مساواة بشكل أكبر لجميع المواطنين وإحداث تطوير حقيقي لمجتمع مشترك مع جميع الإسرائيليين.

باراك يشدد على هجومه المبرر ضد نتنياهو فيما يتعلق بالشعبية والقومية والمتطرفة والتي تترسخ في "إسرائيل"، وهي أشبه بمرض معدٍ يقود "إسرائيل" للابتعاد عن الديمقراطيات الاجتماعية الليبرالية في أوروبا الغربية والدول الاسكندنافية.

نتنياهو يحتضن دونالد ترامب بينما يرتكب ترامب بعض الأفعال التي ينظر إليها على أنها "خيانة" للقيم الليبرالية الموجودة في جذور الديمقراطية الأمريكية.

بات ترامب ونتنياهو الآن جزءا من ذات التحالف للقادة (الديماغوجيين الشوفينيين) وهم الذين يعجبون بآخرين مثل فلاديمير بوتين، بينما يدفعون ببلادهم إلى إدارة ظهورهم عن تلك الدول التي كانت حليفة منذ زمن طويل في بناء "عالم حر". نتنياهو يدير ظهره لأوروبا الغربية ليس لأنها أصبحت معادية لإسرائيل.

لقد دعمت أوروبا الغربية الليبرالية وتواصل بذلك دعم حق "إسرائيل" المشروع في الوجود والدفاع عن نفسها ضد "الإرهاب"، والأعمال التي تضرر بسيادتها. ومع ذلك، فإن هذه الأمم ذاتها تدعم الحقوق ذاتها للشعب الفلسطيني، وبالتالي فهي ترفض احتلال "إسرائيل" وسيطرتها على الشعب الفلسطيني.

كما ترفض تلك الدول "الإرهاب" الفلسطيني وتستمر بالارتباط بحركة "حماس" كمنظمة إرهابية، ولكنها ترفض في ذات الوقت استخدام "إسرائيل" لقوتها ضد الفلسطينيين (غير المسلحين) والذين يحاولون اختراق الحدود ما بين إسرائيل وغزة.

وترفض تلك الدول ذاتها حصار "إسرائيل" المستمر لغزة، وتجويع قرابة مليوني شخص بسبب وجود نظام يرفض الاعتراف بحق "إسرائيل" في الوجود. إن كلا من ايرلندا والسويد وهما دولتان أوروبيتان تقودان الدعم الأوروبي تجاه إحقاق حقوق الفلسطينيين، وهما لا تعاديان إسرائيل ولا حتى السامية؛ فهم على غرار جميع الدول الأخرى الغربية يدعمون بقوة حقوق "إسرائيل" ويؤمنون بشرعيتها، لكنهم يرفضون ويعارضون الاحتلال، والآن "إسرائيل" تتجه مسرعة نحو إقرار التشريعات غير الديمقراطية.

أتفق نوعاً ما مع هجوم باراك "اللاذع"، لكنني أعارض وبشكل مباشر دعوته المستمرة لما يطلق عليه "الطلاق" من الفلسطينيين، ولم يكن الفلسطينيون والإسرائيليون متزوجون أساساً! واستخدام هذا المصطلح هو أمر شائع جداً لدى اليسار الصهيوني، فهو تشويه للواقع والتاريخ.

وعليه، فإن وصف باراك للعلاقة بـ "الطلاق" هو استمرار مباشر لفساد باراك وفي اتفاقية أوسلو، والتي كانت تقوم على إنهاء الاحتلال والتقسيم السياسي وبناء تعاونات عميقة عبر الحدود، بدلاً من ذلك كرئيس للوزراء وكشخصية سياسية إسرائيلية بارزة؛ قام باراك بتنفيذ سياسات " نحن هنا، وهناك هنا"، وهذه السياسة اتبعها في وضع الأسوار والجدران ونقاط التفتيش ونظام التصاريح الذي يفصل فيما بيننا.

ومن أجل إبعاد المسؤولية عن سلوكه "غير المستساغ" و"المتعجرف" والذي ظهر في اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت في يوليو / تموز 2000، اخترع هو وفريقه أسطورة "لا شريك"، ثم استمروا بعزل الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يعاني من مشكلة صغيرة تتعلق بـ"التدمير الذاتي" وقاد الفلسطينيين إلى الأسفل أي طريق "الإرهاب" والدمار.

لقد تطلبت عملية أوسلو نوعاً من الشراكة فيما يخص التنازلات المتبادلة واللازمة لبناء سلام حقيقي، كان باراك لاعباً رئيساً في تدمير فرص بناء تلك الشراكات مع الفلسطينيين والعالم العربي، وهو يواصل التبشير بأسطورة أن إسرائيل يمكن أن تعيش في سلام باستخدام القوة العسكرية وحدها.

لست متأكداً من أن باراك يمكن أن يتعلم كيف يفكر بطريقة مختلفة، لاسيما وأن تجربتي الشخصية معه هي أنه يفكر بذكاء كبير حتى أنه لا يستمع وبشكل جدي لأي شخص آخر. ومع ذلك، فمن المعروف أن نتنياهو يوصف بأنه "عملاق" سياسي يقف في حقل من الأقاليم السياسية، ويستمر في قيادة استطلاعات الرأي وباتجاه يظهر أنه هو الأنسب ليكون رئيس وزراء "إسرائيل" لأنه لا يبدو أن هناك بديلاً حقيقيا ترى فيه أغلبيه الجمهور شخصاً يمكنه أن يبحر بإسرائيل بآمان وأن يواجه المياه العاتية.

غالبية الإسرائيليين لا يريدون لنتنياهو ولاية أخرى، وقد تظهر استطلاعات الرأي بأنه في المقدمة؛ ولكن في الواقع عندما يتم احتساب من لا يريد أي أحد من المرشحين فإن نتنياهو يخسر. والمشكلة تكمن هنا وحتى اللحظة، لم تظهر أي شخصية أخرى للعيان باعتبارها مناسبة لتلك المهمة أي كرئيس للوزراء.

إذا، قد يكون باراك هو الشخص الوحيد في "إسرائيل" الذي يمكنه في هذه الأوقات التغلب على نتنياهو، وهذا هو أهم شيء بالنسبة لـ"إسرائيل" في الوقت الحالي، إذ تحتاج إسرائيل إلى تصحيح مسارها وبشكل سريع وحاسم، وإذا لم يتحقق ذلك فإن من سيأتي بعد ولاية نتنياهو هو نفتالي بينيت وشركائه.

كما أن اسحق رابين لم يكن رئيس وزراء إسرائيلي جيد في ولايته الأولى، ولكنه تعلم وأصبح فيما بعد أفضل من مرّ على "إسرائيل". ربما يمكن لباراك وفي ولاية ثانية بأن يصبح رئيس وزراء عظيم، ولا يبدو أن هناك أي شخص آخر يستحق هذا التحدي، لاسيما وأن هجومه يوم الثلاثاء ومن خلال قناة (YNET) يظهر رؤيته الواضحة وتصميمه على إنقاذ "إسرائيل" من وضعها الحالي.