نشر موقع ميكور ريشون العبري تقريرا عن علاقة إيران مع حماس، والذي ترجمته الحدث.
فيما يلي نص التقرير مترجما:
إنه ومن أجل منع عملية عسكرية إسرائيلية أخرى في غزة، تكثفت جهود الوساطة الإقليمية والدولية، والتقى مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف في غزة برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وحذره من أن إسرائيل ستشن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة في حال استمرت عوامل التصعيد، في المقابل التقى "ملادينوف" بـرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وأوضح له أن منع تكرار التصعيد لا يمكن أن يتم بدون انفراجات على المستوى الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة.
ليست وحدها الأمم المتحدة تحاول منع عملية عسكرية في غزة، فقد كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أيضًا رؤساء أجهزة الاستخبارات والمخابرات بالتوسط بين "إسرائيل" وحماس، لمنع تصعيد كبير قد يضرّ بالمصالح الأمنية لمصر.
اهتمام السيسي في الموضوع الفلسطيني، دفعه لإقالة مسؤول ملف فلسطين في المخابرات المصرية سامح نبيل، واستبداله بـالملحق العسكري في السفارة المصرية لدى السلطة أحمد عبد الخالق.
إن الهدف الرئيسي هو إعادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس كحاكم وحيد لقطاع غزة، وبالتالي تقليص نفوذ حماس، وتقليل فرص تحكم حماس بزمام الأمور؛ خاصة تلك التي تتعلق بالتصعيد.
وفي ضوء الحرب التي يشنها الجيش المصري ضد نشطاء داعش في سيناء، تزدهر العلاقات بين إسرائيل ومصر، وتساعد إسرائيل مصر بطرق مختلفة، علاوة على ذلك، يريد المصريون الحفاظ على وضعهم في الشرق الأوسط كدولة مركزية تساهم في حل المشاكل الإقليمية.
لكل هذه الأسباب، دعت مصر الأسبوع الماضي قادة حماس إلى القاهرة لعقد اجتماع مع كبار مسؤولي المخابرات المصرية، ولم يظهر قادة حماس الكبار في الاجتماعات؛ تحديدا إسماعيل هنية ويحيى سنوار، الأمر الذي أغضب المصريين.
القيادي في حماس صالح العاروري الذي كان يترأس وفد حماس في القاهرة، بالإضافة إلى دوره السياسي كنائب لرئيس المكتب السياسي لحماس، فهو مسؤول عن علاقات حماس مع إيران وحزب الله، وعمل العاروري كقائد للجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، ويعتبر من أكثر المقربين في حماس للحرس الثوري ومن الأصدقاء المخلصين للحرس الثوري.
أن يترأس العاروري وفد حماس للقاهرة؛ كان بمثابة رسالة حمساوية لإسرائيل بأن الارتباط بين حماس وإيران وحزب الله قوي، وأن التوصل لهدنة لا يعني أن حماس ستقطع علاقتها بإيران وستظل تعدّ للمواجهة مع "إسرائيل".
وبعد اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، كان هناك أزمة عميقة بين إيران وقيادة حماس، والسبب في ذلك هو قرار خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، بإغلاق مكتب حماس في دمشق.
في السنتين الأخيرتين، تحسنت العلاقات بين حماس وإيران، وسبب ذلك؛ القيادة الجديدة لحركة حماس، ومع انتخاب يحيى السنوار كقائد لحماس في غزة، كان من المتوقع أن تكون العلاقة بين الطرفين أكثر ارتباطا وقوة؛ خاصة وأن السنوار مقرب من محمد الضيف، والضيف من أشد المحبين لإيران والمعجبين بها.
في هذا الأسبوع بالتوازي في قطاع غزة وطهران كان هناك مهرجانا للمقاومة، وكان من المفترض أن يشاهد سكان غزة خطابا للجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، وسليماني هو الرجل الذي قاد الحرب في العراق وسوريا نيابة عن إيران.
في خطابه، كان من المفترض أن يوضح سليماني للمنظمات الفلسطينية في قطاع غزة أن إيران تدعمهم بكل ما تملك في حربهم ضد "إسرائيل". ونتيجة للضغوط المصرية، لم يظهر سليماني في المهرجان بطلب من حماس وتم استبدال كلمته بكلمة لقائد آخر في الحرس الثوري، ومع ذلك فإن حماس لن تتخلى عن إيران مرة أخرى.