الحدث - سجود عاصي
منذ بدء إطلاق البالونات "الحارقة" والطائرات الورقية من قطاع غزة تجاه مستوطنات الاحتلال؛ وإعلام الاحتلال يخصص مساحة كبيرة لكل ما يتعلق بهذه المسألة، فبحسب آخر الأرقام، هناك حوالي 32 ألف دونم أحرقت بفعل البالونات الحارقة، الأمر الذي يعني وقوع خسائر تقدر بالملايين.
في الآونة الأخيرة كان هناك حديث عن أن حماس أبلغت المصريين بنيتها وقف إطلاق البالونات الحارقة، وذلك من خلال المفاوضات حول التهدئة التي تزامنت مع موجة التصعيد الأخيرة على حدود القطاع، ورغم أن الموضوع أخذ صدى إعلاميا كبيرا في الإعلام الفلسطيني والإسرائيلي؛ إلا أن المصادر الرسمية الفلسطينية لم تتحدث بشيء في هذا الخصوص سوى ما نقلته المواقع العبرية عن مسؤول سياسي كبير مؤكدا أن الاتفاق الأخير للتهدئة يشمل البالونات الحارقة.
وحول الموضوع، قال القيادي في الجهاد الإسلامي أحمد المدلل لـ الحدث، إن الاحتلال الإسرائيلي بتكثيفه الحديث عن البالونات "الهوائية" ما هو إلا إصرار منه على فشله وهشاشته في مواجهة مسيرة العودة.
وأضاف المدلل أن الأرقام التي يدعيها الاحتلال هي أرقام عارية عن الصحة، فلا يمكن للبالونات أن تحدث هذا الضرر؛ الأمر الذي يؤكد سذاجته في التعامل مع الأمور، خاصة وأنه يواجه البلالين بطائرات الإف 16.
وأكد المدلل، أن البالونات لم تطرح على طاولة التفاهمات، وأن التهدئة الأخيرة لم تشتمل على البالونات أو الطائرات الورقية، وما يدّعيه الاحتلال عن عدم قبول إسرائيل بالتهدئة ما لم يكن وقف الطائرات "الحارقة" الجزء الأساس فيها؛ يعتبر سلسلة من سلسلة أكاذيب نتنياهو على جبهته الداخلية.
وشدد المدلل، على أن الهدوء سيقابل بالهدوء، وفي حال شن الاحتلال أي عدوان على قطاع غزة، فإن المقاومة لن تتوانى عن صده والرد عليه ضمن المعادلة الأخيرة التي فرضتها المقاومة في القطاع.
في حين، يرى المحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون، أنه لطالما تشهد البالونات الحارقة تراجعا في إطلاقها؛ فإن حربا أو مواجهة في غزة لن تكون قريبة بسببها، خاصة وأن الظروف الإقليمية لا تتواءم مع اندلاع الحرب بكل مفاجآتها، مشيرا إلى وجود قرار سياسي إسرائيلي بتجنب الحرب والابتعاد عنها مع الإبقاء على حالة الحصار والتضييق على الغزيين، والتي كان آخرها إغلاق معبر كرم أبو سالم.
واعتبر المدهون كذلك، أن الجيش الإسرائيلي يدرك أن واقع قطاع غزة معقد بشكل كبير، إضافة إلى وجود قوة بشرية هائلة من الصعب تجاوزها.
وأكد المدهون، أن التهدئة الأخيرة كانت تركز على العمل العسكري والقصف والرد، أما البالونات الحارقة فهي عمل شعبي لا علاقة له بالفصائل والتنظيمات السياسية الفلسطينية، كما أنه لا يوجد أي إعلان أو اتفاق من الأطراف في القطاع بشأن هذا الموضوع، معتبرا أن البالونات وسيلة شعبية وعفوية يجب استثمارها كورقة بيد الفلسطينيين يجب استخدامها فيما يتعلق بتخفيف الحصار.
وأضاف المدهون، أن أطرافا وإقليمية طالبت بوقف إطلاق البالونات الحارقة، في الوقت الذي أجاب فيه الفلسطينيون عليها بأنها وسيلة شعبية لا تخضع لأي عمل مركزي أو فصائلي، معتبرا أن الانخفاض في إطلاق البالونات ما هو إلا إدراك شعبي بأنها قد تزيد من حدة التوتر بين جيش الاحتلال وقطاع غزة، كما أنها قد تدفع إلى تصعيد غير محسوب.