الحدث- محمد غفري
بالرغم من إعلان هيئة الآثار في سلطات الاحتلال الإسرائيلي أن الصخرة الضخمة، التي سقطت من الجدار الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) ربما تخلخلت من مكانها نتيجة التآكل الذي سببته الرطوبة في الحائط، إلا أن خبراء مقدسيين وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية أجمعوا على خلاف ذلك، ومنهم رضوان عمرو الذي التقط صورة لنفس الصخرة العام الماضي.
وأظهرت تسجيلات كاميرا قوات الاحتلال الإسرائيلية، نجاة المستوطنة "دانيلا غولدبيرغ" (79 عاما)، عندما سقطت فجأة صخرة ضخمة عند قدميها، تزن 100 كيلوغرام، بينما كانت تصلي عند الحائط، أمس الاثنين، في القدس المحتلة.
جولة تصوير قبل عام
رضوان عمرو الخبير في الشأن المقدسي، كان قد التقط صورة لنفس الصخرة بتاريخ 23 شباط 2017، ضمن جولة تصوير لتوثيق جميع حجارة تلك المنطقة، وحلقة ربط البراق القريبة منها، بهدف إجراء دراسة.
جولة تصوير عمرو آنذاك انتهت باعتقاله لدى الاحتلال مدة خمسة أيام، وإبعاده عن منطقة القصور الأموية لمدة شهر، واحتجاز كاميرا التصوير والهاتف النقال الخاص به، ومصادرة أكثر من ألف صورة للموقع لمدة شهر ونصف.
الحفريات هي السبب
ويلاحظ في الصور التي نشرها عمرو عبر صفحته على الفيس بوم، لتلك الصخرة التصدعات التي تعرضت لها، ومعظم الحجارة من حولها بسبب حفريات الاحتلال المتواصلة منذ عام 1967 أسفل حائط البراق، عدا عن منع الاحتلال للأوقاف الإسلامية بشكل مستمر من الترميم والعناية بهذا الجانب من السور.
كما يلاحظ بحسب عمرو، علم سلطات الاحتلال أن المكان أصبح خطراً وأنه يحتاج إلى ترميم، وهو ما تكشف عنه اليافطات التحذيرية المنتشرة في الموقع منذ سنوات، ومع ذلك استمر إهمال سلطات الاحتلال المتعمد حتى بدأ سقوط الحجارة .
ورداً على ادعاء الاحتلال أن الصخرة سقطت نتيجة سيلان للمياه من منطقة المتحف الإسلامي، تكشف الصور عدم وجود أي آثار لسيلان على السور في موقع الصخرة التي سقطت.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، تنشط تحت تلك المنطقة حفريات لجمعية "إلعاد" الاستيطانية، والتي تحاول وصل حفرية "الطريق الهيرودياني" في سلوان جنوب المسجد الأقصى بشبكة "أنفاق حائط البراق" تحت سور الأقصى الغربي.
وقال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن الأمور لم تتضح تماما لما يجري والحجر لا يمكن أن يسقط لوحده بل يوجد أسباب، وربما تكون الحفريات وسقوط الحجر هو منذر بوجود عبث في محيط المسجد الأقصى من جانب الاحتلال الإسرائيلي.
دراسة لتلك المنطقة
جولة التصوير للحجارة التي نفذها الخبير في الشأن المقدسي رضوان عمرو العام الماضي، كانت تهدف إلى إجراء دراسة خلصت في ذلك الوقت إلى تحقيق أثري تاريخي كشف عن حلقة ربط البراق بعد ألف عام على اختفائها.
ونشر التحقيق في دراسة علمية كانت بعنوان "حلقة ربط براق الأنبياء عليهم السلام في الركن اليماني للمسجد الأقصى المبارك".
حائط البراق هو جزء من الجدار الغربي للمسجد الأقصى تسيطر عليه قوات الاحتلال، وتسميه "حائط المبكى" ويؤدي اليهود عنده الصلوات، وأخذ الحائط تسميته من ربط النبي صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) به، ليلة الإسراء والمعراج.