لم يمض وقت طويل على التحاق إبراهيم بعمله الصحفي، بعد تخرجه من جامعة بيرزيت، حتى دقّ الاعتقال السياسي بابه من جديد، ولكن هذه المرّة بلون مختلف وبظرف مختلف. إبراهيم أبو صفية 23 عاما من سكان بيت سيرا جنوب غرب رام الله، استدعي سياسيا أكثر من مرة خلال مشواره التعليمي في الجامعة، واعتقل كذلك لدى الاحتلال لمدة 9 أشهر بتهمة "التحريض" من خلال المواد الإعلامية التي ينشرها على صفحته الشخصية على الفيسبوك.
يوم الأحد الماضي، استدعي إبراهيم لدى المخابرات الفلسطينية من خلال مذكرة استدعاء وجهت له، وحتى ساعة كتابة هذا التقرير لم يستطع محامي إبراهيم من زيارته، ولم يستطع أهله كذلك من معرفة أي معلومة حول ظروف احتجازه.
وأفاد المحامي صالح أبو عزة، في حديث خاص مع الحدث، أن إبراهيم أكد له قبل دخوله لمقر المخابرات بأنه سيطلب إحضاره لمحاضر التحقيق؛ خاصة وأن وجود المحامي خلال التحقيق هو حق يكفله القانون الأساسي.
وشدد أبو عزة على أن إبراهيم تعرض قبل فترة للتهديد من قبل إحدى الشخصيات الإعلامية المقربة من الأجهزة الأمنية، خلال مسيرة رفع العقوبات عن غزة؛ التي شارك إبراهيم في تغطيتها إعلاميا، مؤكدا على أنه لم يتلق أي معلومة بخصوص إبراهيم؛ تحديدا فيما يخص ظروف اعتقاله والشبهات التي يُحقق معه على أساسها.
وفي السياق، أفادت مصادر مقربة من عائلة الصحفي أبو صفية، بأن العائلة لا تملك أي معلومة عن ابنها أو عن الظروف المحتجز بها، داعية مؤسسات حقوق الإنسان إلى الاهتمام بقضيته في سبيل الإفراج عنه.
الصحفي أبو جاموس.. من رام الله إلى أريحا
قبل أيام أصدرت منظمة سكاي لاين الدولية تقريرا حول اعتقال الصحفي حذيفة أبو جاموس قالت فيه إن التهمة الموجهة للصحفي أبو جاموس تتعلق بــ"قدح مقامات عليا"، مشيرة إلى أنه يتعرض للحبس الانفرادي.
توجهنا لوالد المعتقل أبو جاموس، والذي أكد لنا أن ابنه ذهب لمقر جهاز المخابرات في مدينة رام الله، بناء على طلب استدعاء من قبل الجهاز، قبل أن يتم تمديده لــ 15 يوما وينقل بعدها إلى سجن المخابرات المركزية في مدينة أريحا.
وأوضح والد الصحفي أبو جاموس، أن والدته زارته لمدة 6 دقائق فقط، منعت خلالها من الحديث معه إلا بضع كلمات معدودة، مشيرا إلى أنها تمنت لو أنها لم تقم بزيارته ولم تراه بــ"هذه الحالة"، على حد تعبيره، مؤكدا أن ابنه معتقل بسبب نشاطه على شبكات التواصل الاجتماعي، وبسبب منشوراته على الفيسبوك.
وفي السياق، قال المحامي مهند كراجة، الموكل بالدفاع عن الصحفي أبو جاموس، في اتصال مع الحدث، إن الصحفي أبو جاموس يُحقق معه على أساس منشوراته على الفيس بوك.
وأكد كراجة أنه وخلال تدقيق المحققين في هاتفه الشخصي، وجدوا له صورا مع أسلحة، مؤكدا أن هذه الصور جزء من عرض تمثيلي في فيلم مثّل فيه أبو جاموس، موضحا بأن التمثيل كان بترخيص من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ومشددا على أن هذه الصور استخدمت ضده كمواد إدانة خلال تمديد اعتقاله.
وبيّن كراجة أن الأجهزة الأمنية تحاول أن تستخدم هذه الصور كأداة لإخفاء حقيقة التهم المعتقل على أساسها الصحفي أبو جاموس، والتي تتعلق بالأساس بعمله الصحفي والاجتماعي.
من جانبه قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين إنه من الواجب التركيز في هذه المرحلة على الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين والتي كان آخرها اعتقال 4 صحفيين في مدينة رام الله وسبقها اغتيال بعض الصحفيين على حدود غزة بشكل مقصود، مشددا على أن النقابة تعلم أن هناك انتهاكات داخلية بحق الصحافة الفلسطينية وأنها تعي جيدا أنه يجب أن يوضع لهذه الانتهاكات حد.