الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تبا لسلبيتنا وتبا لعجزنا/ بقلم: رانية غوشة

2018-07-30 05:05:33 PM
تبا لسلبيتنا وتبا لعجزنا/ بقلم: رانية غوشة
رانية غوشة

 

امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي أمس بخبر إطلاق سراح عهد التميمي ووالدتها من السجن وكذلك امتلأت بأخبار انتقاد التغطية الإعلامية المفرطة لهذا الخبر ولم يتوان الكثير عن الاستزادة بآرائهم السلبية من تحميل هذه التغطية الزائدة للون شعرها او خطها السياسي او خيبة الاعلاميين او او او ..

وَيَا لبؤستا وسلبيتنا ان تكون لدينا الوقاحة بان نسرد خبر إطلاق سراح ياسمين بنفس الوقت من خلال خبر نقدنا للتغطية الزائدة لخبر إطلاق سراح عهد، اي اننا استخسرنا حتى على صفحاتنا البائسة ان نخصص خبرا خاصا لياسمين وفرحا بها بمعزل عن سلبيتنا المطقعة لنجعل من كل حدث في وطننا بؤسا واسودادا! الى أولئك الذين أدرجوا ياسمين كخبر ثانوي في محض انتقادهم لاستقبال عهد بئسا لكم اولا ! انت من استخسر تخصيص مساحة لياسمين بعيدا عن سلبيتكم! كفوا أقلامكم.


اما بالنسبة للمبالغة فأنا واكبت محاكمة عهد اياما كما واكبت محاكمات اسرى وأسيرات آخرين ونعم أقر واؤكد على كم التغطية الإعلامية الكبير لهذه المحاكمة مقارنة بمحاكمات اخرى حملت وتحمل قرارات اكثر ظلما بالطبع. وكما ساءني مشهد بعض الزملاء يستشيطون غضبا لهذه التغطية الكبيرة مقارنة بمحاكمات موكليهم يسوءنى اليوم مشهد الاستشاطة الفيسبوكية الغاضبة لتغطية خروج عهد فرحة من غياهب الأسر وهنا اتساءل:
أيها السادة الأفاضل تخيلوا ابنكم او بنتكم لليلة واحدة في تلك الزنزانة البائسة القاتلة المملة ذات الرائحة الكريهة أصوات تعذيب وبكاء شوق ليلا وحالات نفسية وصراخ ..... قطعة لحمة او دجاج بحجم إصبع يدكم مرة واحدة أسبوعية أقصى طموح! غيار داخلي مستعمل ! ووحدة ... وخوف من المجهول .... تخيلوا كل ذلك ثم استحوا من انفسكم لوقاحتكم في الحكم على كم الفرح والاحتفال ! فيوم واحد هناك كفيل باحتفال لا يعرف طعمه الا من ذاق مرارته!


أيها السادة المستكثرون لللاحتفال استحلفكم بالله كم منكم استيقظ من صباحه ذات يوم وأخذ هاتفه الخلوي وسأل عن  احوال نورهان او اسراء او منى او شاتيلا وغيرهن؟ كم منكم تابع قصة احمد مناصرة وشادي وأخذ من وقته ليحضر محاكمة احدهم؟ كم منكم هرع من بيته مستقبلا مناضل قضى  ١٥ عاما وخرج قبل ايام؟ كم منكم اتصل ليتمنى عيدا سعيدا لأسرة أسير او شهيد؟ كم منكم استجاب لنداءات ابي الشهيد بهاء عليان وباقي الأسر المحتجزة جثامين ابنائهم ؟؟؟ القليل بالطبع لانه ليس هناك من يجد الوقت لوقفة او مسيرة او زيارة او حتى اتصال هاتفي ولكن هناك الكثيرين الذين يجدون وقتا لطرز خطابات النقد ولصب غضبهم على من استطاع الخروج لعهد! حاسبوا  انفسكم قبل ان يهترئ قلمكم.


وكلمة قصيرة الى زملائي الأعزاء  لديكم الكم الهائل من الملفات والقضايا التي تستحوذ على مساحات إعلامية كبيرة لو تم توظيفها بالشكل الصحيح كما تم العمل على قضية عهد! شدوا الأحزمة وشدوا الهمم.

 
وأخيرا ودون تحميل آخر لنا ان نفكر باستبدال تلك الشحنات السلبية التي ضاق صدركم بها من مشهد الفرح بمشهد جميل قد يفرغ تلك الشحنات . اذهبوا الى بيوت الشهداء والاسرى واختاروا من شئتم منهم وتواصلوا مع الأهل واسالوا عن احوالهم تابعوا قضاياهم فوالله في هذا التواصل كم من الفرح يقلب ميزان سلبيتكم وينقلكم الى عالم اخر
خصصوا مساحة يومية على صفحاتكم لأسير اواسيرة
اذكروهم واذكروا اهلهم وتضامنوا وتعاضدوا 
اتركوا شاشات سلبيتكم وانطلقوا الى معاقل العمل وازرعوا آلامل وشاركوا الفرح بحرية عهد وغير عهد.