الحدث - سجود عاصي
أجرى أطباء مختصون في أورام الثدي عملية جراحية هي الأولى من نوعها في قطاع غزة، من خلال زرع عضلات لسيدة غزية بداخل الثدي، الأمر الذي يمكّن الثدي لاحقا من النمو وبشكل طبيعي.
تقول (أ.ر) 30 عاما من قطاع غزة وهي أم لأربعة أطفال؛ إنها كانت تسعى منذ عدة أشهر لإجراء هذه العملية، وكان خوفها الوحيد حينها هو عدم موافقة الأطباء على ذلك وليس خوفا من العملية بحد ذاتها.
وأكدت (أ.ر) في اتصال هاتفي لـ الحدث، أن العملية تكللت بالنجاح وهو الأمر الذي أغدق عليها شعورا بالنجاح بالتزامن مع إجراء العملية، بسبب الظروف الاجتماعية التي كانت تعاني منها، مشددة على أن "المرأة إذا أرادت أن تعيش عليها أن تقتل خوفها وتواجه وجعها أولا".
وبدورها دعت (أ.ر) السيدات اللواتي يرغبن بإجراء هذه العملية بالمضي قدما نحو تحقيق حلمهن بثدي طبيعي كأي فتاة، وعدم الاكتراث بالخوف من العملية على الرغم من الألم الذي يتخللها إلا أن إرادتهن ستجعلها تتكلل بالنجاح.
وقال الطبيب المشرف على العملية استشاري الجراحة العامة والأورام ورئيس قسم جراحة أورام الثدي في مجمع الشفاء الطبي د. وائل وشاح، إن عملية زراعة الثدي التي أجريت قبل نحو أسبوعين هي الأولى من نوعها في قطاع غزة وتكللت بالنجاح، مشيرا إلى أن الحالة التي أجريت لها العملية كانت تعاني من ضمور في عضلات الصدر الأمر الذي تفاقم بسبب إنجاب أربعة أطفال وإرضاعهم بشكل طبيعي.
وأكد د. وشاح، أن العملية تم إجراؤها في عيادة خاصة لأنها تحتاج إلى ما يقارب 4 ساعات في غرف العمليات، وهو ما لا يتوفر في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية، بسبب وجود عدد كبير من المصابين برصاص الاحتلال على حدود غزة.
وأضاف استشاري الجراحة والأورام في اتصال هاتفي مع الحدث، أن هناك ثلاثة طرق لزراعة الثدي وهي السيليكون وإعادة زرع الدهون في مكان الثدي، والحل الأمثل على حد وصفه هو زراعة العضلات وهي وسيلة عالمية جديدة تتم بنقل العضلات من منطقة الظهر أو البطن أو الخلفية وزرعها في منطقة الثدي.
وأوضح د. وشاح، أن النتائج الأولية التي تظهر خلال 48 ساعة قادرة على تحديد نسبة نجاح العملية من خلال التأكد من وصول الدم للعضلة، في إشارة إلى أن العضلة تعاني حالة من الضمور بعد 10 أيام من العملية بنسبة 10% ثم تعاود النمو مجددا وبشكل طبيعي بعد 3 أشهر.
وعبر د.وشاح عن رضاه لما آلت إليه العملية من تشجيع للسيدات خاصة اللواتي خضعن لعمليات استئصال ثدي بفعل إصابتهن بمرض السرطان للخضوع لهذه العملية، الأمر الذي يجعلهن قادرات على مواصلة حياتهن بشكل طبيعي خاصة الاجتماعية والأسرية ويعيد انخراطهن في المجتمع من جديد.
يذكر أن هنالك نحو 350 حالة جديدة تصاب بسرطان الثدي في قطاع غزة سنويا.