الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حدثني عنترة العبسي قال: "1" أسماء ناصر أبو عيّاش

2018-08-01 12:04:29 AM
حدثني عنترة العبسي قال:
أسماء ناصر أبو عياش

رأيت فيما يرى النائم أن حرب عبسٍ وطيء قد وضعت أوزارها وذبل أوارها اللهم إلّا بعض حركشات من صِبْيةٍ لا تهمهم قضية الأمن القومي وصندوق النقد الدولي وتمويل مؤسسات القبائل التي انتعشت ساعة اتفاق!! قال: قررت إغماد السيف وامتشاق القلم. وبعد طول تفكير في أي شأن أخوض وأي موضوع أتناول مع حرصي التام على ألّا يطول لسان قلمي وإلا؛ فإن العاقبة ستكون وخيمة والعلقة أليمة وأنا ابن قُراد وزبيبة، فارس لا يُشقّ له غبار وشاعر من أصحاب المعلقات الأخيار. ولكي أحفظ لنفسي هذه المكانة في مشهد يعج بكثر امتهنوا الحرف وأهانوه وعلا شأنهم على ذوي الفكر والمبدأ.

توجهت من فوري لمجلس الأدباء، هذا الصرح الرائد بين جنباته شعراء ملهمين وكتاب لهم صولة وجولة في الخلق والإبداع. ما أن ولجت الباب حتى استقبلني الجمع بالترحاب وكانوا على أهبة إجراء انتخابات لمجلس جديد بعد ان استنفذ المجلس حقه في التجديد. وبما أن الديمقراطية ديدننا كان لابد من إعداد قوائم للترشح التزاماً بالنظام الداخلي وببروتوكول المجلس شأن أي سقيفة أو دار ندوة أو سوق عكاظي يكون القول الفصل فيه للهيئة العامة في حال إجراء أي تغيير على هذا النظام. أُعدّت القوائم وتضمنت قامات رفيعة عليّة من مبدعين؛ كتّاب وأدباء وشعراء.. لكن .. يقول عنترة وما يزال يقص على مسامعي حلمه، أن اتصالاً ورد للمجلس يملي عليه إضافة أسماء بعينها تجاوزاً للهيئة العامة ومكانتها الإعتبارية كيما يستقيم الوضع، درءاً لمفسدة ورغبة بمصلحة!!

قلت: والكلام هنا لعنترة، لا شأن لي بهذا.. تلك معادلات أدرى بها الساسة وأولو الأمر وما أنا سوى شاعر عزفتُ عن خوض الصراع واستكنتُ ودجّنتُ سيفي فتحول قلماً وما جئتكم إلا لمنحي شرف العضوية في مجلسكم. هش بوجهي شيخ المجلس وبش بل وتكرم بأن طلب لي قدح قهوة (مزبوط). الحق أقول أن من قابلتهم أناس لطفاء حميمون رحبوا بي أيّما ترحاب.. وعندما استعلمت عن شروط العضوية قال لي شيخ المجلس لا بد وان يكون قد صدر لك مخطوطان على الأقل لتنال شرف العضوية. قال عنترة وهو مايزال في مراودة أضغاث حلمه: أي مخطوطان ! بصرف النظر عن جودة محتواهما ! ألا يتم تدقيق وفحص ما إذا كانت المخطوطة ذات مستوى أدبي رفيع؟ رد شيخ المجلس: لا ياسيدي فقط مخطوطان معنونان بدار النشر التي أصدرتهما !! قلت وأنا من أضاع عمره في ساح الوغى للدفاع عن القواعد من رجال ونساء وإعادة حقوق القبيلة المستلبة ولم يشغلني جمع الدراهم والدنانير لإصدار ما تجود به قريحتي، ولا أظنك يا شيخي غافل عن مكانتي في اعتلاء المنابر التي تزدان بفكري وقلمي فكيف السبيل إلى دار نشر ولا أملك من متاع الدنيا إلا كفاف يومي؟  لم يجبني شيخ المجلس بل استلّ "موبايله" وأخذ يتصفح ما ورد على "فيس بوكّه" ويبعث ما يترك له أثراً على "انستغرام"!! في هذه اللحظة صحوت من حلمي فزعاً على صوت رسالة وردت للشيخ عبر "واتس آب" تتضمن خمسة أسماء عليه إضافتهم للقائمة التي يجب أن تفوز. صحوت وحمدت الله أن ما رأيته أضغاث حلم.