الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عهد التميمي: أناضل من أجل الحرية.. لن أكون الضحية

2018-08-01 04:55:42 PM
عهد التميمي: أناضل من أجل الحرية.. لن أكون الضحية
عهد التميمي (تصوير الحدث)

 

ترجمة الحدث- ريم ابو لبن

 

"بعد يوم من إطلاق سراحها، تقول ناشطة فلسطينية في سن المراهقة إنها تأمل أن تصبح محامية وأن تنشط في قضايا ضد إسرائيل". هكذا بدأت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً يتحدث عن اعتبار عهد التميمي نفسها ليست بالضحية وبأن من الطفل المستوطن هو الضحية.

وجاء في النص المترجم عن الصحيفة :

قالت الناشطة الفلسطينية الطفلة عهد التميمي بأنها عمدت وخلال ثمانية أشهر قضتها في السجن على  دراسة القانون الدولي، فيما تأمل بأن تنشط وتقود قضايا موجهة ضد إسرائيل في المحاكم الدولية.

"إن شاء الله، سأدرس القانون وسأعمل على تقديم الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في المحاكم الجنائية، سأكون محامية كبيرة، وسأعيد الحقوق لبلدي". هذا ما قالته الطفلة عهد (17)عاماً وهي من سكان قرية النبي صالح الواقعة في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت التميمي التي صعدت إلى مكانة عالمية كطفلة تعيش في ظل احتلال عسكري، بأنها كانت تجلس لساعات داخل السجن لتتعلم النصوص القانونية هي وغيرها من الأسرى.

قالت: "لقد نجحنا في تحويل السجن إلى مدرسة".

كان قد ألقي القبض على عهد في ديسمبر كانون الأول بعد أن  قامت بصفع وركل الجنود أمام الكاميرا خارج منزلها في قرية النبي صالح. وفي إحدى الاحتجاجات الأسبوعية في القرية تم نشر الجنود الإسرائيليين حيث عمد أهالي القرية على التصدي لهم بالحجارة ورد الجنود بدورهم بقنابل الغاز والرصاص الحي.

وفي وقت لاحق، تم التحقيق معها وإلحاق التهم بها للاعتراف بالذنب لاعتدائها على الجندي وإعاقته، وبالتحريض.

قالت عهد خلال مقابلتها مع الصحيفة: "كانت تجربة الاعتقال صعبة للغاية. وبرغم محاولتي لوصفها، لا أستطيع ذلك".

أضافت: "هذه التجربة أضافت قيمة لحياتي، ربما جعلتني أكثر نضجاً ووعياً".

عقدت محاكمتها خلف أبواب مغلقة، وعندها أثيرت المخاوف بشأن أسلوب معاملتها في الاعتقال لاسيما بعد ظهور شريط فيديو يوضح تهديد مستجوب إسرائيلي لها فيما أبدى تعليقاً على جسدها وقال لديها "عيون ملاك".

وقالت عهد: "لاغرابة في ذاك التعامل، حيث لم تكن المرة الأولى ولم تكن مجرد مصادفة، هذا هو أسلوبهم في الاستجواب".

وقد أبرزت قضيتها اعتقال واحتجاز ما تقول جماعات حقوق الإنسان المحلية أنه يوجد أكثر من 300 قاصر فلسطيني.

 

وأشارت عهد أن تجربتها في السجن ساعدت في تحقيق طموحها بأن تصبح محامية دولية.

وقالت: "على سبيل المثال، كنت تحت الاستجواب، وقد وجهت لي مخالفات، ويقول القانون الدولي إن هذا لا ينبغي أن يحدث معي". مضيفة وفي جانب آخر، بأنها تدربت على أن تكون لاعبة كرة قدم محترفة.

قرية النبي صالح مأهولة بالسكان، وعائلة عهد من أكبر العائلات في القرية وهي عائلة تنشط في حركة مناهضة الاحتلال، لا سميا وأن عهد تظهر في العديد من الصور والفيديوهات المسجلة وهي تصارخ جنود الاحتلال أثناء اقتحام القرية.

وبعد حصول عهد على اهتمام دولي وعالمي، تقول عائلة التميمي إن ابنتها قد عمدت على التقدم لمنحة من أجل استكمال تعليمها في إحدى الجامعات في الخارج ولكنها لم تحسم أمرها بعد.

يمتلئ منزل عائلة عهد بالناشطين والمسؤولين الفلسطينيين الذين يجلسون لتناول القهوة في أكواب ورقية صغيرة على مقاعد بلاستيكية في الخارج.

وفي غضون ساعات من إطلاق سراحها  التقت "المراهقة" عهد مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي ذات الوقت ألقي القبض على فنانين إيطاليين لرسمهما لوحة جدارية تظهر فيها وجه عهد على إحدى جدران إسرائيل الفاصلة، والتي تفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض.

وقالت عهد بأن اعترافها الدولي قد أثار غضب الحكومة الإسرائيلية، وأنهم خائفون من الحقيقة "الحقيقة تخيفهم"، وتمكنت من إيصال الحقيقة للعالم".

أضافت: "وبالطبع، فهم يخافون من المدى الذي وصلت إليه، إنهم دائما يخافون من الحقيقة، هم المحتلون ونحن تحت الاحتلال".

ويعتقد البعض في إسرائيل أن التركيز على الطفلة عهد واعتقالها كان خطوة "مدمرة" للبلاد، بينما أشاد آخرون بقدرة الجنود على ضبط أنفسهم، متهمين بذلك سكان قرية النبي صالح بقيامهم بفعل "استفزاز" الجنود.

عهد لم تعرب عن أسفها تجاه قيامها بضرب الجندي، لاسيما وأنها اعتقدت في وقت سابق بأنه هو ذاته من أطلق النار على ابن عمها البالغ من العمر 15 عاماً، وهو من أصابه بالعيار المطاطي في منطقة الرأس.

قالت عهد: "أشعر بالفخر الذي أصبحت فيه رمزا للقضية الفلسطينية ومن أجل إيصال رسالة فلسطينية إلى العالم كله، بالطبع، إنه عبء ثقيل عليّ. إنها حقيقة؛ إنها مسؤولية كبيرة. لكنني على ثقة تامة بأنني سأفعل ذلك".

في الوقت الراهن، تأمل أن تستريح عهد قليلاً وأن تقرر خطواتها التالية، بعد الخروج من السجن.

قالت: "أخيرا، رأيت السماء بدون سياج، ويمكنني السير في الشارع دون أصفاد، أستطيع رؤية النجوم والقمر. لم أراهم منذ فترة طويلة، والآن أنا مع عائلتي".

ومع ذلك، فإن شقيقها ويد التميمي، البالغ من العمر 22 عاماً، يقبع في السجن وبـ انتظار صدور حكم بتورطه في المواجهات مع الجنود.

"أنا لست ضحية للاحتلال"، قالت عهد.

أضافت: "اليهود أو الطفل المستوطن الذي يحمل بندقية في سن الخامسة عشرة، هم ضحايا الاحتلال. بالنسبة لي  أنا قادرة على التمييز بين الصواب والخطأ. لكن هو لا. وجهة نظره غائمة، و قلبه مليء بالكراهية والازدراء ضد الفلسطينيين. إنه الضحية، وليس أنا. أنا دائما أقول إنني مقاتلة من أجل الحرية. لذلك أنا لن أكون الضحية"