الحدث- القدس
رفضت حكومة الاحتلال الاسرائيلية الاتهامات التي وجهتها لها منظمة العفو الدولية "امنستي" بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان الأخير على غزة.
وقالت السفارة الإسرائيلية في لندن في تصريح مكتوب لها، اليوم الأربعاء إن "في تقريرها الأخير حول الصراع هذا الصيف بين إسرائيل وحماس، اختارت منظمة العفو الدولية أن تركز على خسائر
المدنيين الفلسطينيين، بدلاً من التحقيق في إطلاق النار المنهجي والمتعمد للصواريخ وقذائف الهاون على السكان المدنيين في إسرائيل من قبل مجموعة جهادية مصنفة عالمياً على أنها إرهابية (يقصد حماس)".
وقالت منظمة "العفو الدولية"، التي تتخذ من لندن مقراً لها، في تقرير لها أمس الثلاثاء، إن "الضربات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد المباني البارزة مع اقتراب عملية الجرف الصامد
من نهايتها في قطاع غزة خلال شهر أغسطس/آب الماضي، شكلت هجوماً مباشراً ومتعمداً على المباني المدنية بما يجعلها ترقى إلى مصاف جرائم الحرب".
غير أن البيان الذي نشرته سفارة تل أبيب في لندن، نيابة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال: "تشير منظمة العفو إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لأربعة مبان في غزة، وتعترف بأن الجيش ذهب إلى أبعد مدى من أجل تجنب سقوط ضحايا من المدنيين، بما في ذلك المكالمات الهاتفية مسبقاً، وإسقاط منشورات من الجو، وإشعار السكان بالابتعاد عن المباني".
وأضاف: "هذه التدابير لم يسبق لها مثيل في الحروب الحديثة، وينص تقرير منظمة العفو صراحة على أن لا أحد قتل في الغارات".
وتابع "ومع ذلك، يذهب التقرير إلى سرد ادعاءات لا أساس لها بشأن سلوك الجيش الإسرائيلي، وتجاهل عوامل رئيسية هي: أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف المدنيين أو الممتلكات المدنية عمداً، وأن نشاطها يمليه القانون الدولي، وأنه موجه ضد الأهداف العسكرية، وأنه يلتزم بمبدأ التناسب".
ورأى البيان أن منظمة العفو "تتجاهل الدليل الواضح بأن حماس تستخدم بشكل منهجي ومتعمد البنية التحتية المدنية لأغراض عسكرية".
وقال إن "غياب التقارير عن حركة حماس، إلى جانب التصريحات العلنية الفاحشة مؤخراً من قبل المسؤولين في منظمة العفو والتي قارنت بين إسرائيل وجماعة داعش الارهابية، يلقي بظلال خطيرة من الشك على قدرة المنظمة على لعب دور بناء في تغطية هذه القضية".
وعادة تلجأ إسرائيل إلى التعليق على بيانات صادرة عن مؤسسات دولية من قبل سفاراتها المتواجدة في الدول التي تصدر منها تلك البيانات.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قالت أمس إن تقرير منظمة "العفو الدولية"، الذي أصدرته الثلاثاء، بشأن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، يشكل دليلا إضافيا على إدانة إسرائيل، وارتكابها لـ"جرائم حرب".
وقال سامي أبو زهري، المتحدث الرسمي باسم الحركة في تصريحات صحفية، إن تقرير المنظمة الدولية، يتضمن إشارات واضحة على انتهاك إسرائيل لجرائم حرب في قطاع غزة.