الحدث - سجود عاصي
لم يتوقف ذياب أبو ذياب منذ اللحظات الأولى لزواجه في 1993 عن تخيل شكل طفله الأول أو طفلته، وبعد 25 عاما وزواجين، فإن رغبته بالإنجاب تأتي وتذهب ولكنه لا يودعها، فلا زال يحلم في كل لحظة بأن يكون أبا، حتى لو من خلال التبني الذي فشلت محاولاته فيه أيضا.
في الثلاثين من يونيو الماضي اتصل به شقيقه يخبره بالعثور على طفلة حديثة الولادة خلف باب العمارة التي يسكنها، مقترحا عليه أن يتبناها، وما كان من أبو ذياب سوى أن يحضر للمكان مسرعا ليرى الطفلة.
حينها أعطت الشرطة موافقتها لأبو ذياب ومختار المنطقة على أخذ الطفلة إلى منزله، وبالفعل أخذ أبو ذياب الطفلة وبدأ بالتخيل هو وزوجته، احتياجات الطفلة وضرورات سعادتها.
يقول أبو ذياب (45 عاما) في مقابلته مع الحدث، "رضعتها الأولى على هذه الدنيا كانت وهي تمكث بحضني.. لقد شعرت بالأبوة تجاهها.. ملأت عليّ حياتي"
مكثت الطفلة في منزل أبو ذياب لساعتين لا أكثر، تناولت فيها وجبتها الأولى من الحليب وأكملت 12 ساعة من عمرها، ثم اتصلت الشرطة به لضرورة أخذها للمستشفى حتى يتم فحصها قائلا: "لا أدري أهي فعلا مصابة بجرثومة كما يقولون لي أم أنهم يكذبون عليّ بذلك".
وطالب المواطن ذياب أبو ذياب كافة الجهات المختصة وعلى وجه الخصوص الشرطة في قطاع غزة وجمعية رعاية الأيتام "الرحمة" بتسجيل الطفلة على أن تكون طفلته بالتبني، مستنجدا كمن انقطعت به السبل حتى يتمكن من تسجيل الطفلة على اسمه وتصبح رسميا طفلته التي لم ينجبها.
أبو ذياب الذي يعمل سائقا على خط معسكر الشاطئ بغزة أصبح عمله يتكلل بالذهاب لزيارة الطفلة في المستشفى والتواصل مع الشرطة والجهات المعنية حتى يتمكن من أن يصبح أبا لهذه الطفلة.
وبدوره قال مدير جمعية مبرة الرحمة مؤمن بركة في مقابلة مع الحدث، إن الطفلة ما زالت تحت رعاية الشرطة حتى اللحظة ولم تدخل ضمن إطار الجمعية، في إشارة إلى أنها الجمعية الوحيدة في قطاع غزة التي تعنى بالأيتام ومجهولي النسب.
وأكد البركة، أن هنالك نظام تتبعه الجمعية يسمى "الحضانة الشرعية" للأسر غير المنجبة بهدف تعويض حالة فقدان شعور الأب والأم وفي الوقت ذاته تربية الطفل وإدماجه في المجتمع، ويحبذ ان يكون للمحتضن أختا ترضع الطفل حتى يصبح من المحرمين.
وأضاف بركة أن أعداد الأطفال الأيتام أو مجهولي النسب في انخفاض شديد، ويوجد لدينا حتى اللحظة 20 طفلا فقط تحت رعاية الجمعية، مع الإشارة إلى أنه خلال العام الحالي لم يصلنا أي حالة سوى الطفلة الأخيرة التي تم العثور عليها ولم نضع يدنا حتى اللحظة على موضوعها.