الحدث- محمد غفري
تحمل يافطة أكبر منها حجماً، حضرت الطفلة صبا الريماوي مع والدتها لتشارك الصحفيين، وقفة اعتصام أمام سجن عوفر قرب رام الله.
صبا لا تعرف القوانين والمواثيق الدولية، التي تكفل حرية العمل الصحفي، لكنها تعرف أن أبيها مدير قناة القدس في الضفة الغربية الأسير علاء الريماوي ما زال خلفها داخل الأسر يخوض إضراباً مفتوحاً عن الطعام منذ سبعة أيام، ولا يفصل بينهما سوى بضعة أسلاك شائكة وآليات عسكرية وأبواب حديدية وجدران أسمنتية مسلحة، لن تقوى على اختراقها.
وكانت نقابة الصحفيين قد دعت، اليوم الأحد، إلى الاعتصام أمام سجن عوفر العسكري، رفضاً لاعتقال عدد من الصحفيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين عمر نزال، قال إن الاعتصام يحمل رسائل إلى أطراف متعددة، أول هذه الرسائل هي إلى الزملاء الصحفيين المعتقلين، ومن ضمنهم أربعة أسرى صحفيين في هذا السجن (عوفر).
وأكد نزال، أن الرسالة للصحفيين المعتقلين أن زملائهم المعتصمين دائماً معهم وفي مساندتهم، وهم يدفعون بالنيابة عن كل الصحفيين ثمنا لحرية الصحافة، وبالتالي "نحن نقف إلى جانبهم"
أما الرسالة الثانية بحسب ما صرح نزال لـ"الحدث"؛ هي للاحتلال لأن كل جرائمه بحق الصحفيين ووسائل الإعلام بما فيها اعتقال الزملاء الصحفيين، لن تثنيهم عن مواصلة واجبهم الوطني بكشف وتعرية جرائمه، وتقديمها إلى الرأي العام المحلي والدولي.
وأضاف نزال أن الرسالة الثالثة هي إلى المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الصحفيين، بأن عليها اليوم تنفيذ التزاماتهم بشكل جدي على أرض الواقع، "بعدما شبعنا كلمات وبينات ومواقف، وإنما نريد حماية ميدانية وجدية للصحفيين الفلسطينيين" بحسب ما طالب عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين.
من جانبها طالبت الدكتورة ميمونة الريماوي زوجة الأسير الصحفي علاء الريماوي كافة الجهات المعنية محلياً ودولياً، إلى ضرورة التدخل لإطلاق سراح الأسرى الصحفيين المعتقلين.
وقالت الريماوي لـ"الحدث"، إن الاحتلال اعتقل هؤلاء الصحفيين لا لذنب إلا لأنهم ينقلون الحقيقة عن الواقع الفلسطيني، ويكشفون جرائم الاحتلال بكافة أشكالها.
وأكدت الريماوي، أن المواثيق والقوانين الدولية بالأصل تكفل حرية العمل للصحفي الفلسطيني، ولكن الاحتلال لا يهتم بأي معاهدات أو مواثيق دولية، بل يستمر في عربدته على الصحفيين، لكتم الحقيقة وإسكات أصحاب الأقلام الحرة.
وبحسب ما صرحت لـ"الحدث" مسؤولة الإعلام في نادي الأسير الفلسطيني أماني سراحنة، فإن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها 21 صحفياً.