الحدث ــ محمد بدر
قالت "يوفال أراد" ابنة الطيار الإسرائيلي "رون أراد" ــ المحتجز لدى المقاومة اللبنانية ــ إن الالتزام الأخلاقي من قبل "إسرائيل" تجاه مفقوديها تآكل، مؤكدة أن "إسرائيل" أصبحت ترسل جنودها للمعارك بدون ضمانات لإعادتهم في حال تم أسرهم، واصفة العمل في الجيش الإسرائيلي بأنه أشبه بالمهمة الانتحارية.
وكشفت "يوفال" في حديث مع صحيفة يديعوت أحرنوت، عن أن والدها كان يرسل الرسائل باستمرار لوالدته، مشيرةً إلى أن رسائل والدها كانت توحي بأنه من المستحيل أن يعود لــ"إسرائيل"، مؤكدة أن رسائله كانت فاقدة للأمل بهذا الخصوص.
وأشارت "يوفال" إلى أن "إسرائيل" لم تكن مستعدة لدفع ثمن حقيقي من أجل إعادته، مشددة على أن ذلك أوحى لها بأن "هذه الدولة لا تقيم وزنا لمن يقاتل من أجلها"، وتفترض كذلك بأن عائلات الجنود المحتجزين لدى المقاومة إذا لم يتصرفوا بشكل مستقل من أجل إعادة أبنائهم، وإذا لم يقوموا بحملات رأي عام في سبيل ذلك، فإن "الدولة ليست مستعدة لدفع أي ثمن لإعادتهم".
وفي عام 2016، كشفت مصادر أمنية إسرائيلية معلومات جديدة حول مصير "أراد"، موضحة بأن "أراد" قد توفي في عام 1988؛ أي بعد عامين على وقوعه في الأسر لدى المقاومة اللبنانية، وبحسب هذه المصادر فإن "أراد" توفي بمرض جلدي خطير، وأن وفاته كانت طبيعية.
وقالت المصادر إن تقريرين جديدين أعدتهما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ذات الشأن؛ جهاز المخابرات الخارجية (الموساد)، وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، التابعة للجيش الإسرائيلي، ونُقلا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ توصلا إلى استنتاج جديد بأن الطيار الإسرائيلي رون أراد، المفقود منذ عام 1986 مات في السنوات الأولى له في الأسر، وربما في السنة الثانية، بخلاف توقعات سابقة بشأنه.
وقد كانت الفرضية السائدة في" إسرائيل" بشأن "أراد"، تقول، إنه وقع بيدي حركة أمل، ومن ثم نقل إلى أيادٍ إيرانية، ولم يعرف حتى اليوم، كم قضى هناك. لكن التقريرين اللذين استندا إلى معلومات جديدة في السنتين الأخيرتين، نفيا هذه الفرضية، وتوصلا إلى الاستنتاج بأن أراد مات عام 1988، أي بعد سنتين من أسره، وأن سبب وفاته هو إصابته بمرض جلدي خطير. وجاء في التقريرين، أن طائرة أراد، وهي من طراز «فانتوم»، كانت قد قذفت حمم المتفجرات على مخيم المية ومية الفلسطيني للاجئين بالقرب من بلدة صيدا اللبنانية في حينه، فانفجرت إحداها في الجو بالقرب من الطائرة نفسها، وأصابت أحد أجنحتها. فبادر أراد إلى الهبوط الاضطراري بالمظلة، سوية مع الطيار الآخر، يشاي أفيرام. وقد تمكنت القوات الإسرائيلية من إنقاذ الطيار أفيرام، لكنها لم تنجح في إنقاذ "أراد".