يعاني قطاع غزة منذ سنوات عديدة بسبب الحصار المفروض عليه من الاحتلال الإسرائيلي من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وخلال الأيام الجارية تدور جولة جديدة من محاولة تنظيم الوضع في المنطقة والتي تشكل فيها غزة و"المقاومة" تحديدا نقطة التحدي.
هذه الجولة تدار بقيادة مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف" برعاية مصرية، مع العلم أنه كانت هناك جولات أخرى قبل ذلك ولكنها فشلت لاعتبارات متعددة.
التغيير الجوهري في هذه الجولة والذي يدفعنا للتفاؤل بشأن إمكانية إيجاد حل للإشكاليات العالقة منذ سنوات؛ هو رغبة الأطراف المبادرة في السير إلى النهاية حتى لو عارضت السلطة ذلك. وكذلك قرار حماس بإنقاذ غزة بمعزل عن الضفة الغربية الأمر الذي يشكل تحولا مهما.
أعتقد أن هذه الجولة سيكون لها ما بعدها وستفتح ثغرة مهمة في جدار الحصار والسير نحو التحرر ورفع الحصار.
ويأتي هذا التغير في التعامل مع مشكلة غزة بسبب عدة أمور تتمثل بـ صمود أهل غزة أمام الحصار ومحاولة كسر معنوياتهم وثبات المقاومة على المبادئ والثوابت الوطنية، إضافة إلى تراجع قوة السلطة أمام الهجمة الاستيطانية الشرسة وضياع ما تبقى من الضفة ورغبة مصر بلعب دور سياسي في المنطقة من خلال غزة و صعود قيادات أكثر انفتاحا وأكثر قوة في اتخاذ القرارات الصعبة داخل حماس.
وهناك مسالة أخرى باعتقادي أنها مهمة وهي اعتقاد كثير من الأطراف بأنه سيكون لدى حماس شأن في المستقبل القريب للعب دور مهم ولربما إدارة دفة القيادة في فلسطين.