الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الطفلة "ملك" لم تنم ليلتها في العراء بفعل قذائف الدبابات والمدفعية الإسرائيلية في الأغوار

2018-08-08 02:03:11 PM
الطفلة
صورة تعبيرية (طفلة بالاغوار)

 

الحدث– رائد ابوبكر

مع شروق الشمس وقفت الطفلة ملك (7 سنوات) على تلة مطلة على يرزا تشاهد انسحاب الآليات العسكرية الاسرائيلي الثقيلة بعد تنفيذها تدريبات عسكرية في خربتها الواقعة شرق طوباس في الأغوار الشمالية.  

فملك ومعها عشرات الأطفال من أربع عائلات من الخربة قضوا ليلتهم في العراء، ملتحفين السماء ومفترشين الأرض لم يذوقوا طعم النوم طوال الليل، فالأرض من تحتهم كانت تهتز بفعل هدير الدبابات، وصوت الانفجارات بفعل إطلاق القذائف من المدفعية كسرت سكون الليل، وكان الاحتلال قد أخطر العائلات بإخلاء مساكنهم بحجة تنفيذ تدريبات عسكرية طوال الليل، في منطقتي يرزا والرأس الأحمر.

يقول عزيز والد الطفلة ملك لـ "الحدث"، شهدت منطقة يرزا طوال الليل تدريبات عسكرية بالأسلحة الثقيلة شاركت فيها مدفعية الاحتلال وفرق مشاه ودبابات، كما نفذت جرافات الاحتلال عملية تجريف، وأصوات الانفجارات لم تتوقف بفعل القذائف، بالإضافة إلى نشاط غير عادي للمعدات الحربية، متسائلا كيف يمكن للأطفال الخلود إلى النوم وسط هذا الضجيج والخوف؟

بدوره، قال الناشط عارف دراغمة مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار، إن جيش الاحتلال اعتاد على هذه التدريبات وسط منشآت سكنية ومضارب المواطنين في طول الأغوار وعرضها، وخاصة في المناطق الجبلية وسفوحها، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يكترث بما يعانيه المواطنون الذين تشردوا من بيوتهم خوفا على حياتهم وعلى حياة أطفالهم، كما أنه لم يراع ممتلكات المواطنين الذين يعودون إلى تجمعاتهم السكانية ويشاهدون الدمار الذي خلفته الآليات العسكرية، عدا عن المخاوف من وجود مخلفات للجيش من قنابل وقذائف لم تنفجر خلال التدريبات العسكرية.

وأوضح، أن حرائقا اشتعلت في عدد من المراعي والأراضي الزراعية خلال التدريبات، وهذا نوع من الحرب الإسرائيلية على مصدر رزق المواطنين في الأغوار والمضارب البدوية الذين يعتمدون على رعي الأغنام والزراعة كمصدر رزق لهم.

وتساءل دراغمة، لما لا تتم التدريبات العسكرية بالقرب من المستوطنات في الأغوار والمزارع الخاصة بهم؟، مؤكدا على أن ما يفعله الاحتلال في المناطق التي يقطنها الفلسطينيون إنما بمثابة ضغط عليهم لإجبارهم على مغادرة الأراضي وتهويدها ونقلها للمستوطنين.