الحدث - سجود عاصي
قبيل اقتراب عيد الأضحى المبارك وتطبيقا لـ "السنة النبوية"؛ يتجه المواطنون الفلسطينيون إلى أسواق المواشي باحثين عن أضحيتهم التي تتوائم مع قدرتهم الشرائية في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يستدعي من وزارة الزراعة أن تنتهج آلية استيراد المواشي للتقليل من التكلفة على المواطنين.
مدير التسويق في وزارة الزراعة طارق أبو لبن قال، إن المواشي المستوردة قبيل عيد الأضحى المبارك وصلت إلى أعلى نسبة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أنه من المقرر استيراد قرابة 20 ألف رأس زيادة عن العام الماضي، مشيراً إلى أن جزءا منها وصل الأراضي الفلسطينية والآخر في طريقه إلى فلسطين.
وتأتي هذه الزيادة في الاستيراد بحسب أبو لبن، إلى الارتفاع العام في أسعار المواشي داخل الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي سيضطر التجار إلى خفض الأسعار تماشيا مع أسعار الأضاحي المستوردة لضمان الربح بسبب الفرق ما بين سعر المواشي البلدية والمستوردة، بالتزامن مع تشديد الإجراءات الرقابية المفروضة من قبل الحكومة ووزارة الزراعة الفلسطينية بما يتعلق بعملية الاستيراد، إضافة إلى زيادة عدد التراخيص التي تم منحها لبعض الشركات.
وأكد أبو لبن في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن استيراد المواشي التي تدخل ضمن نطاق الجمارك أكبر بكثير من الأعداد التي يتم إعفائها وفقا للاتفاقات ما بين الموردين والمستوردين.
وفي ذات السياق، قال رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني صلاح هنية لـ "الحدث"، إن عدد المواشي المستوردة كبيرة مقارنة بالسابق وهي تكفي لسد حاجة السوق الفلسطيني خلال فترة عيد الأضحى.
وشدد هنية على أن القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني في تراجع مستمر خاصة في ظل الاستعداد لعيد الأضحى والعام الدراسي الجديد في المدارس والجامعات معا، ولكن الإقبال على شراء المواشي في عيد الأضحى سيكون بسيطا غير منقطع النظير لهذا العام.
ويضيف هنية، أن المواشي ستبقى نوعا ما محافظة على سعرها حول 6.5 دينار أردني "على نحو تقريبي" ثمنا للكيلو الواحد "البلدي" حيا، مشيرا إلى أن استيراد المواشي للأراضي الفلسطينية منذ ثلاثة أعوام من البرتغال ورومانيا؛ خفف من ضغط الأسعار وساهم في تقليل التكلفة على المستهلك، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار المواشي المستوردة قليلا هذا العام بحسب هنية، لأسباب أهمها ارتفاع عدد المواشي غير المعفاة من الضريبة.
وأشار رئيس جمعية حماية المستهلك إلى أن العجول على وجه التحديد شهدت ارتفاعا ملحوظا في الأسعار خلال الأشهر الماضية بسبب اكتشاف إصابتها بمرض معين، الأمر الذي أدى إلى حظر استيرادها من رومانيا لحين التأكد من سلامة العجول المتوفرة في السوق، والذي سبب نقصا في عدد العجول المتوفرة في الأسواق وأدى إلى الارتفاع في أسعارها.
وأضاف هنية أن القرار الذي يقضي بدفع المضحي لـ 100 دينار أردني مقابل ذبح الأضحية في الخارج "أستراليا على سبيل المثال" بإشراف من وزارة الأوقاف الفلسطينية من ثم تصديرها إلى الأراضي الفلسطينية سيخفف العبء عن المواطن بما يتعلق بثمن الأضحية.
يشار إلى أن بروتوكول باريس الاقتصادي ينص على أن التبرعات العينية لصالح السلطة الفلسطينية معفاة من الجمارك والضرائب إذا كانت بهدف استعمالها في مشاريع إنسانية غير تجارية.
جدير بالذكر، أن من شروط الأضحية أن تكون من الأنعام (خراف، جمال، أبقار وأغنام)، وأن تكون قد بلغت السن المحدد شرعا، وأن تكون خالية من العيوب والأمراض، وكذلك أن تكون ملكا للمضحي، والقيام بذبحها ما بين صلاة عيد الأضحى وحتى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.