الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حدثني عنترة العبسي قال: 2 أسماء ناصر أبو عيًاش

2018-08-08 08:45:02 PM
حدثني عنترة العبسي قال: 2
أسماء ناصر أبو عيًاش
اسماء أبو عياش

ولما عادت الحرب وأطلقت أبواقها من جانب واحد وتوالت التصريحات من دهاقنة الحل والربط، تداعت مجموعة من بني عبس للقاءات وورشات عمل وعصف ذهني في سبيل إيجاد حلٍ يرضي الطرفين مع أن الطرف الآخر لم يضعنا بحسبانه من قريب أو بعيد!

قال عنترة: وردت لزاجلي الإلكتروني دعوة لحضور لقاء يتم فيه تبادل الأفكار ووجهات النظر للخروج من أزمة متفاقمة وصراعٍ أقفل قرناً من الشد والجذب وبدأ بسنته الأولى بعد السبعين من نكبات متلاحقة حلّت على أبناء قبيلتي. كان الدعاة والحضور جمع تجاوزت أعمار معظمهم عمر نكبتنا وما زالوا يراوحون ذات المكان وذات الطرح. هناك من دعا لنظام سياسي في فضاء واحد تحت عنوان دولة علمانية ديمقراطية يتساوى فيها مواطنوها بالحقوق والواجبات بغض النظر عن عوامل الاختلاف فيما بينهم.

وهناك من دعا إلى نظامين سياسيّين في فضاء واحد على أن تكون.. القدس!! عاصمة للدولتين ويحق لكل مواطن من كلا النظامين العمل والسكن أين يريد.. ساكناً له حق المواطنة والانتخاب والترشح في دولته التي تمثله! وهناك من خرج بفكرة خلّاقة هي احترام ارتباط كل طرف بتاريخه في المنطقة!!

أما ما أثار حفيظتي يقول عنترة، هو تجلي الجميع في الطرح والإسهاب كما لو أن كلاً منهم (جاب الذيب من ذيلو) مع علمهم بأن الذئب أكل غنائمهم واستولى على مراتع الكلأ وموارد الماء وما فوق الأرض وتحتها وأقدس مقدساتهم! يعلمون بأن الذئب لا يفهم إلا لغة القوة التي تعوزهم ويعوزونها.. يعلمون بأنه جند شيوخ المتحدة إلا القليل اعترفوا بحقه ضمن القرار 194 في إنشاء دولته ولم يعترفوا بالجزء المتعلق بالحق الذي كفله لهم ذات القرار.

يقول فارس عبس: ظللت ممسكاً على لساني ويمناي تتحسس طيلة الوقت سيفي المغمد على يساري! وأنا والحال كذلك، وبعد الاستماع لكل وجهات النظر التي لن ولم يعرها الذئب اهتماماً؛ ذلك أن معادلة ميزان القوى هي من تفرض نفسها في النهاية.. سحبت يدي التي تراود السيف عن نفسه وأحكمت قبضتي على الميكروفون إذ أصبح هو سلاح الزمن الخائر! وبعد تبجيل وتمجيد سيرة الحاضرين والترحم على الشهداء الأكرمين واللهج بالدعاء لله – وهو المتاح – لتحرير أسرانا من براثن الذئب قلت: كل ما تفضلتم به على "عيني ورأسي".. لكن أيها السادة ألا ترون معي أنه من الأجدى طي صفحة (صفّ الحكي) والعمل على تمكين ذواتنا وتطوير أدواتنا النضالية حتى نتمكن من هزيمة الفكرة الصهيونية كأيديولوجيا عنصرية؛ إذ أن طرح رؤانا ضمن المعطيات الحالية والواقع الموضوعي وميزان القوى وتعاظم نفوذ اليمين العنصري والذي تُوّج بقانون القومية لا يجدي نفعاً. دعونا قبل الولوج في هكذا طروحات أن نعود إلى سيرتنا الأولى في تمكين الذات والانتماء للجماهير التي هي ضمير كل حركات التحرر، دعونا نضع الخطط الاستراتيجية للاستفادة من التناقضات داخل صفوف العدو.. دعونا نتحد مع ذواتنا أولاً ومع كل القوى الداعية لتكريس حقوق الإنسان والعدالة في هذه البقعة المقدسة وكل بقاع الأرض.. دعونا نواصل وبقوة العمل على تعرية نظام الفصل العنصري وما يقترفه من جرائم ضد أبناء شعبي في كل المحافل. وقبل أن أنهي مداخلتي يقول عنترة العبسي، صدح صوت من بين الحضور مجلجلاً: هذا عنترة.. آخر المناضلين.