الحدث العربي والدولي
إنطلاقاً من رد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني على تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها "إياك أبداً أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى وإلا فستواجه عواقب لم تختبرها سوى قلة عبر التاريخ. فنحن لم نعد دولة تقبل كلماتكم المختلة عن العنف والموت... احترسوا!"، بالقول: "حسابكم معي ومع فيلق القدس وليس كل القوات المسلحة الإيرانية، ونحن أقرب إليكم مما تتصورون"، عرض موقع "ديلي بيست" الأميركي سيناريوهات اغتيال سليماني وتداعياتها.
وفي تقريره، كشف الموقع أنّ عدداً كبيراً من الخبراء يحذرون من أنّ الإقدام على هذه الخطوة أمر خاطئ، إذ نقل عن مسوؤل كبير في الأمن القومي الأميركي عمل في إدارة الرئيس باراك أوباما قوله: "ليس سليماني قائداً عسكرياً بارزاً فحسب بل زعيم سياسي بارز في إيران. وهو يعدّ شخصية بارزة جداً لدرجة أنّ الإيرانيين سيعتبرون استهدافه شخصياً خطوة استفزازية جداً من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد".
وعلى الرغم من نفي الموقع أن تكون الإدارة الأميركية قد درست مسألة اغتيال سليماني جدياً إثر صدور تقارير عن أنّ الأجهزة الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ العملية، رجّح أن يسارع البيت الأبيض إلى الموافقة على خطة من هذا النوع، نظراً إلى عدائية رجال الإدارة الأميركية الجديدة الشديدة إزاء إيران.
وفي سياق متصل، ذكّر الموقع بأنّ سليماني تواصل مع القائد السابق للقوات الأميركية في العراق، الجنرال ديفيد بتريوس في العام 2008 لإبلاغه بأنّه الوحيد القادر على وقف استهداف القواعد الأميركية في العراق، مؤكداً أنّ واشنطن نجحت منذاك في التواصل بشكل غير مباشر معه عبر العراقيين الأكراد ومسؤولين آخرين. ومن جهته، كشف المسؤول الأميركي السابق أنّ واشنطن درست فكرة التواصل مباشرة مع سليماني لتطلب منه لجم المقاتلين الذين يستهدفون الجنود الأميركيين الذين كانوا ينسحبون من العراق في العام 2011.
على مستوى سيناريوهات اغتيال سليماني، رأى الموقع أنّه إيران ستجد نفسها مجبرة على الرد عبر ضرب سفارة أو ربما مبنى ما لترامب، إذا ما استهدفت الولايات المتحدة أو إسرائيل قائد فيلق القدس في غارة لطائرة من دون طيار في سوريا.
وفي هذا الإطار، كشف مايكل نايتس، الباحث في معهد واشنطن أنّ إسرائيل تراجعت في السنوات الأخيرة عن استهداف شخصية اشتبهت بأنّها قائد في "حزب الله" في جنوب سوريا بعدما بُلّغت باحتمال تواجد سليماني في المنطقة، محذراً من أنّ قتل سليماني سيؤدي إلى إشعال حرب فعلية.
في المقابل، استبعد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يوسي كوبرفاسر إمكانية حصول تصعيد كبير إذا ما اغتيل سليماني، قائلاً: "لا أعتقد أنّ الإيرانيين- ربما لأنّهم لاعبو شطرنج- سيقامرون بعد خسارتهم ملكتهم وحتى ملكهم".
يُذكر أنّ سليماني يتخذ تدابير سلامة مشدّدة في تنقلاته في سوريا والعراق.
المصدر: ترجمة "لبنان 24"