السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"جوق العميين".. ثاني مشاركة عربية في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

2014-12-11 09:41:22 AM
صورة ارشيفية
 
 
الحدث-وكالات
 
بعد الإشادة الواسعة بالفيلم المصري "الفيل الأزرق" خلال عرضه ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمُراكش، يدخل فيلم "جوق العميين" للمغربي محمد مفتكر غمارة المنافسة، في ثان مشاركة عربية في أطوار المُسابقة التي تترأس الكوميدية الفرنسية "إيزبييل هوبيير" لجنة تحكيمها.
 
ويعود المخرج المغربي "محمد مفتكر" في فليمه "جوق العميين" إلى السيعينيات، ليُعاين مرحلة سياسية وثقافية واجتماعية فاصلة في تاريخ المغرب الحديث، ويقدم في سرديته السينمائية التي تتخذ بعدا دراميا حزينا في بعض الأحيان، قبل أن تنعطف في أحايين أخرى إلى أجواء الفكاهة الشعبية الساخرة، قصة تقترب من السيرة الذاتية، محكية على لسان طفل يروي مسار فرقة موسيقية شعبية لـ "العميان".
 
فيلم "جوق العميين" يُعد ثان تجربة سينمائية لهذا المُخرج الشاب، بعد فليمه الأول "براق" الحائز على الجائزة الكُبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة عام2010، ويتطلع للمنافسة بقوة على الجائزة الكبرى للدروة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى جانب 14 عملا سينمائيا آخر، تُمثل مدارس وتيارات سينمائية مُختلفة.
 
أحداث الفيلم، يسردها ابن قائد الفرقة الموسيقية "ميمو"، الذي يروي مُشاهداته عن أجواء محيطه الصاخبة، المصحوبة بالموسيقى والرقص والعزف، فيما والده مُؤسس الفرقة الموسيقية نفسها يتطلعُ لأن يراه ناضجا، حاصلا على درجات علمية عالية.
 
أبرز نجوم السينما المغربية، كالممثل المغربي "يونس ميكري" والممثلة المغربية "منى فتو" وآخرون ضمتهم الفرقة الموسيقية، أجبروا من خلال وقائع الفيلم على التظاهر بالإصابة العمى، للتمكن من إحياء حفلات موسيقية تحضُرها نساء، لدى عائلات مغربية تقليدية، تفضل الموسيقيين "المكفوفين" على نظرائهم المبصرين لطابعها المحافظ.
 
"الحسين" والدُ الطفل "ميمو" وهو قائد الفرقة المُوسيقية، الذي يعيشُ مع زوجته "حليمة" في منزل العائلة على إيقاع صخب الموسيقى والرقص الشعبي، ترأس الفرقة الموسيقية، التي تتبع الفيلم العلاقات المشتبكة بين أعضائها، وصلة كل فرد منهم بالموسيقى وصعاب الحياة التي تواجهه.
 
ويطمحُ "الحسين" إلى أن يجعل من ابنه رجلا مُميزا، لكن هذا الأخير ينفلتُ من تحكم الأب الصارم وقسوته، ويطمح بدوره إلى أن يصبح مثل "عبد الله" المُثقف اليساري الناقد بحدة للأوضاع القائمة في بلاده، ويقع في حب "شامة" رغم مُعارضة والده، وحرصه على أن يستكمل دراسته.
 
في تفاصيل القصة التي يسردها الطفل "ميمو"، الذي اختاره مُفتكر بطلا لفيلمه، نتلمسُ جزء من السيرة الذاتية للمخرج نفسه، الذي كان والده أيضا عازفا موسيقيا شهيرا في المغرب، ما يجعل القصة خليطا مُركبا من السرد الخيالي، ورواية السير الذاتية، وتأريخا مُوثقا لحقبة سياسية اجتماعية كانت حبلى بالتحولات الحاسمة في تاريخ المغرب.
 
ويتطلع فيلم "جوق العميين" إلى التتويج بإحدى الجوائز الخمس للمهرجان، الذي يختتمُ فعاليات دورته الرابعة عشر السبت المقبل، حيث يرى النقاد أن المُخرج "محمد مفتكر" يواصل إبهار جمهور السينما المغربية بأعمال ذات حبكات درامية مُتقنة.
 
وانطلقت مساء الجمعة فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المتواصلة حتى 13 من الشهر الجاري، حيث سيتنافس 15 فيلما روائيا طويلا على الجائزة الكبرى للمهرجان.