الحدث - سجود عاصي
لم يكن يعلم محمد عماد ابن الخامسة عشر عاما أن إصابته الثالثة خلال فعاليات مسيرة العودة ستجعله جليس سرير المستشفى، بعد إصابته في الجمعة الأخيرة من مسيرات العودة والتي كانت تحت عنوان " لغزة الحرية والحياة".
أستنشق محمد عماد كمية كبيرة من الغاز "المجهول على حد وصف الأطباء"، والذي أطلقته الطائرات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل نحو خمسة أيام شرق مخيم البريج جنوب قطاع غزة.
وقال والد محمد السيد هاني عماد لـ الحدث، إن ابنه يرقد حاليا في غيبوبة ويصاب بتشنجات غير منتظمة تصل أحيانا أن تحدث كل دقيقة أو كل خمسة دقائق بعد وصول الغاز السام الذي استنشقه إلى الدم، قائلا "تشبع جسده بالغاز".
وأضاف عماد، أن الأطباء في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح أكدوا له بأن محمد "يعيش على مسكنات الآلام" وليس هناك من علاج يتوفر لهكذا حالات في قطاع غزة؛ الأمر الذي جعلهم يلجأون للحصول على تحويلة طبية إلى خارج قطاع غزة.
وأكد عماد، أن جيش الاحتلال كان قد استهدف المتظاهرين بكميات كبيرة من الغاز سابقا خلال مسيرات العودة، ولكنه هذه المرة "الجمعة الماضية" استخدم غازا ساما مختلف عن السابق ضد المتظاهرين السلميين بالقرب من الحدود.
وكان محمد قد أصيب بطلق ناري في يده وإصابة أخرى مباشرة بقنبلة غاز خلال فعاليات مسيرة العودة قبل أن يستنشق الكميات الكبيرة من الغاز الجمعة الماضية.
وناشد عماد، كافة الجهات المعنية لمساعدة أطفال غزة قائلا "أولادنا بيموتو كل يوم قدام عيوننا".
وحول حالته، يقول عماد، "يؤشر بيده على سقف الغرفة في المستشفى بحركة دائرية ويقول بصوت خافت: الطائرة.. في إشارة إلى إصابته بفعل قنابل الغاز التي أطلقت من طائرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي".
وبدوره قال أحد الأطباء المشرفين على حالته في مستشفى الأقصى د. ياسر المجدلاوي لـ الحدث، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يطلق على المتظاهرين قنابل تحتوي على غاز مجهول لم تعرف ماهيته بعد، يستفيق منه المصاب بعد أيام، وما حدث مع الطفل محمد عماد هو أنه استنشق كميات كبيرة من الغاز، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حالته مع العلم أن درجة إصابته وصفت بالمتوسطة، ولكن التشنجات التي يصاب بها بين الفينة والأخرى أدت بهم إلى البدء بإجراءات التحويل للخارج.
وأكد مدير العلاقات العامة بمشفى الشفاء نعيم البنا، أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم غازا "مثيرا للجدل" خلال فعاليات مسيرة العودة، يسبب تشنجات غريبة وتقيؤ يحتاج لعدة أيام حتى يستفيق المصاب منه، وتتعامل معها الطواقم الطبية ضمن إمكانيات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وبحسب آخر إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة؛ فإنه ومنذ بدء فعاليات مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الجاري ارتقى 27 طفلا شهيدا من إجمالي عدد الشهداء البالغ 168 شهيدا، وأصيب نحو 3540 طفلا من إجمالي عدد الإصابات والذي بلغ 18006 حتى 13-8-2018.