الحدث- هداية الصعيدي
يعيش الشاب زايد ماضي، في قلق دائم، من أن تزداد حالة شقيقته التي أصيبت حديثًا بشلل نصفي، سوءًا يومًا بعد الآخر.
فالعناية الطبية اللازمة لشقيقته، لا يمكن أن يتدبر تكاليفها، لعدم تقاضيه راتبه منذ ما يزيد عن 6 أشهر.
ويقول ماضي "23عامًا"، عامل النظافة في مستشفى الشفاء، بغزة:" أوضاعنا المعيشية صعبة للغاية، لا نستطيع توفير الطعام لعائلتنا، ولا حتى الدواء، والديون تراكمت علينا بكثرة، لا ندري ماذا نفعل".
وتابع بعد أن ابتعد قليلا عن تجمهر زملاءه من عمال النظافة المضربين في ساحة المستشفى، "أشعر بالألم والحزن، كلما عجزت عن تقديم العلاج لشقيقتي، والقلق لا يفارقني من أن تقضي بقية حياتها تصارع هذا المرض، لعدم توفر المال".
ومنذ قرابة 10 أيام، ينفذ عمال شركات النظافة في مستشفيات قطاع غزة، الذين يبلغ عددهم قرابة الـ 750 عاملاً، إضرابًا شاملاً ومفتوحا عن العمل، لعدم حصولهم على مستحقاتهم من وزارة الصحة الفلسطينية، منذ 6 شهور.
ويتبع العمال لشركات تجارية خاصة، تقدم خدماتها لوزارة الصحة مقابل مكافآت مالية شهرية، لكنها لم تحصل عليها منذ تشكيل حكومة التوافق الفلسطيني، بداية شهر يونيو/حزيران الماضي.
ويتقاضى العمال رواتب متدنية للغاية، لا تزيد عن 200 دولار في الشهر، وهو مبلغ لا يكفي لمتطلبات الحياة في غزة، نظرا لارتفاع الأسعار، كونها مرتبطة اقتصاديا بإسرائيل.
وتقول وزارة الصحة في حكومة التوافق، إن أزمة إضراب عمال النظافة في مستشفيات قطاع غزة، مفتعلة، وغير مبررة.
واتهمت جهات في وزارة الصحة في غزة بممارسة التحريض، وافتعال أزمة إضراب عمال شركات النظافة.
لكن وزارة الصحة بغزة، نفت اتهامات إدارة الوزارة في الضفة، ونشرت مراسلات قديمة، قالت إنها تكشف أنها حذرت الإدارة منذ عدة شهور من خطورة عدم دفع مستحقات شركات النظافة.
ولا يتمالك رائد فرحات، عامل نظافة، نفسه، ويشعر بالحزن الشديد، كلما عجز عن جلب ما يطلبه صغار من حاجيّات يوميًا.
ويقول صاحب البشرة البيضاء واللحية الخفيفة، إنه بالكاد يوفر بعض الطعام لصغاره الأربعة، بعد أن يستدين ثمنه من أحد أصدقاءه ومعارفه.
ويتابع فرحات، الذي يرتدي زيّه الأزرق الخاص بعمال نظافة المستشفيات، ويشارك في الاضطرابات اليومية في ساحة مستشفى الشفاء، "لا أستطيع أن أطلب المال بعد الآن من أي أحد، كيف سأسدد هذه المبالغ المتراكمة عليّ، نريد حلاً سريعًا".
واستدرك:" كيف تتخيلون حياتنا، ونحن لا نملك المال منذ شهور، ولدينا متطلبات ضرورية، إن أوضاعنا قاسية وصعبة لا تطاق، ولا نجد عملا آخر في ظل الحصار والفقر والبطالة المتفشية".
وحذرت وزارة الشؤون الاجتماعية الفلسطينية، مؤخرًا من تزايد عدد الأسر الفقيرة من 60 ألف أسرة، ليصل إلى 120 ألف أسرة في قطاع غزة، بفعل تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ووفق الوزارة فإن معدلات الفقر في قطاع غزة ازدادت، مؤخرا وسط تحذير من تزايد عدد الأسر الفقيرة من 60 ألف أسرة، ليصل إلى 120 ألف أسرة تحت خط الفقر، بسبب تداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ولم يعد باسم سالم، قادرًا على اقناع صاحب المنزل الذي يسكن فيه، بأن يمنحه وقتًا إضافيًا، كي يدفع ثمن استئجار البيت.
وعائلة سالم، "34 عامًا" المكونة من 7 أفراد مهدّدة بـ "الطرد" من المنزل في أي لحظة، كما يقول، سالم الشقيق الأكبر، لسبعة أفراد.
وأكمل:" صاحب البيت لديه متطلباته أيًضًا، ومن حقه المطالبة بماله، لكن ماذا أفعل، وأين سأذهب بعائلتي إن طردّنا من مأوانا الوحيد".
وأشار سالم إلى أن راتبه الشهري، بالكاد كان يوفر ثمن استئجار المنزل، مضيفًا:" نتقاضى ما يعادل 200 دولار أمريكي، ماذا سيعيق هذا المبلغ ميزانية الحكومة، حتى لا تدفعه لنا".