الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"طعّة وقايمَة" بقلم: مهند ذويب

2018-08-18 04:35:56 PM
مهند ذويب

مَن الغَريب أنّ أحمَد سَبانِخ الذي اكتَسب اسم الشّهرة عنوةً شارَك في إحدى الماراثونات في كوكبٍ ما، والأمر الأكثَر غرابَة أنّه وجدَ في ذلكَ الجنونَ المعقول ردًا وحيدًا ومناسبًا على الجُنون "المحشّش" غير المعقول أقصِد، على أيّه حال فقد أصبَح لدينا ثنائيّة ضديّة للجنون، وهذا بحدّ ذاته جنونٌ ثالث.

المهم أنّ أحمد هذا رفضَ مرّة زراعة الحشيش بالدّونمات، وتحدّث مطولًا عَن الانتشار الغير طبيعي، والمُنافِس لـ"بابلو إسكوبار"، وكتب مطولًا عَن بيوت الدّعارة في قرية نائِية في إحدى المُدن، وعَن شبكات الإسقاط التي جرى التّستر عليها، واسترسَلَ كثيرًا في نقد الحالة المجتمعيّة التي ترتدي غطاءَ الدين لتغطّي ندوبَ جسدها الظاهرة جدًا، وكانَ وحدَه من فعلَ هذا، فوجهاء مزرَعة سَبانِخ لا يلتفتون إلى هذه الأمور الشّكليّة، فلهم اهتِمامات أخرى أبرزها فَصل الرّجال عن النّساء، وفصل النّساء عَن الفتيات حتّى، والاختِلاف على تعدّد الزّوجات، مسح الجوارِب، وحفّ الشّوارب –رمز الرّجولة والفُحولة، حفاظًا على طهارة المُجتمع، وتعاليم الدين الحَنيف، وكانوا قد ساروا في مسيرة مهولَة مكبّرين لعيد آخر يأتي قبل نحو عشرة أيام من العيد الحقيقي -إن وُجد شيء حقيقي في ذلكَ الكوكب-، لا يُهم كلّ هذا؛ لأنّ أحمد سبانخ فضلًا عن اتّهامه بالجنون نسبت إليه كلّ التّهم الأخرى، فهو ينفّذ أجندات خارجيّة لكوكب الأرض على ذلك الكوكب البريء جدًا، والمُحب للفضيلة.

عليّ أن أعتذر عَن ذكر اسم أحمد وأنا على غير الوُضوء، فآخر فتاوى اللّحى في السّعوديّة تقترب من تحريم ذكر اسم محمّد بن سَلمان بدون وضوء، ستسألون ما الشّبه بين هذا وذاك، صراحة وحتّى أكونَ أكثر وضوحًا فأنا لا أعلم، وعليّ أيضًا أن لا أعتبرَ هذا المقال إرثًا لأحمد سبانِخ؛ لأنّ الشيخ التونسي فريد باجي يصرّح بأنّ المساواة في الميراث تعني دينًا جديدًا، أمّا زواج الرّجل برجل فهذا أمر كفله الدّستور، ويبدو أنّ الأمر الأوّل مسّ رجولته بشكلٍ فظيع جعله يتغاضى عَن الأمر الثاني تحتَ إطار "المَفضوح أولى مِن المَستور"، أو تحتَ إطارات أخرى لن أخرجها مِن "ذمّتي" التي أصبحت محلّ بناشِر.

أحمَد سَبانخ هو بَطل الفلم المَصري المَشهور "لبن سَمك تمر هِندي"، والذي لم يقصِد فيه أيّ أحد أو أيّ شيء، مثلي تمامًا، وإنّ أيّ تشابه يحسّه البعض يأتي من باب: "إلّي ببطنه عظام بتكركع"، أو مِن شبّاك: "إلّي ع راسه بَطحة"، وهذا التّشابه لو انطَبق على كوكب الأرض فالأمر أشبه بمؤامرة ماسونويّة على الأغلب؛ لأنّ سكان الأرض عقلاء وفضلاء، ولا يكيلون بألف مكيال، وهم "شَعب الله" الذي حمل الأمانَة، وما إلى هذا من الأوصاف المَعروفة بالضّرورة هُنا.

أمّا عَن اللّبن والسّمك فأنا شخصيًا أستطيع أكلهما معًا، وكتابتهما في "فشّة خلق" واحدة، وهذا يذكّرني بمحلّ بيع مواد الدّهان والطّراشة ومواد البِناء الذي يلتصق تمامًا بمحل بيع دهان وطراشَة الوُجوه، أقصد محل لبيع المِكياج، ما هذه الصّدف المدبّرة!، وبالنّسبة "للّبن أب" فالتّحديث الأخير له يشبه تحديث "السناب شات"، عبوة لا يُمكن التعامل مع رقّتها، وطعم يشبه كل شيء سوى "اللّبن أب"، وهُناك شَبه آخر أنّ "السناب" يقدّم خدمة طراشة مجانيّة، وأمّا عَن التّمر الهندي فهو مَشروب لطيف، أقصد هو شَراب لطيف فكلمة مشروب مرتبطة بأمور أخرى، وأسوأ أنواعه هو ما تنتجه شَركة "كابي"، وأقرّر هذا رغم أنّي لم أشرب أحسن أنواعه، فأنا غير مغرم بالمشاريب أو الأشربة.

أحد الأصدقاء أخبَرني أنّني أكتب بشكل مشوّش جدًا، وأضع ألف بيضَه في مقلاة واحِدة، وهذا أمر طبيعي لأنّني لا أحبّ البيض على الإطلاق، ولأنّ الحياة خليط من البيض والسّمك واللّبن والتّمر الهندي في طبق واحِد، أو عَقل واحد، و" شو بدّه يجمّع هالعَقل ليجمّع" !