قال مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة طاهر أبو حمد لـ "الحدث"، إن قطاع غزة يشهد تراجعا في الإقبال على شراء المواشي بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40% مقارنة بالأعوام الماضية.
وكانت وزارة الزراعة بغزة، قد توقعت أن تصل كمية الاستهلاك من المواشي لهذا العام بحوالي 8000 رأس من العجول وأقل من 20 ألف رأس من الأغنام، وذلك بحسب طاهر أبو حمد يعد تراجعا واضحا مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي (قبيل عيد الأضحى المبارك 2017)؛ حيث كان من المتوقع أن يستهلك قطاع غزة 14 ألف رأس من العجول وأكثر من 20 ألف رأس من الغنم.
ويعزي أبو حمد هذا التراجع، إلى ضعف القدرة الشرائية لدى المستهلك الغزي خاصة في ظل ما تعيشه غزة من أوضاع اقتصادية سيئة وأزمة الرواتب، إضافة إلى الحصار المفروض على القطاع منذ 12 عاما.
وحول الأسعار أكد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة بغزة، أن أسعار العجول تترواح ما بين 16 إلى 19 شيقل، أما الأغنام فتتراوح ما بين 4 - 5 دنانير. وهذا يعد ارتفاعا مقارنة بالسنة الماضي، حيث كان سعر الكيلو الحي من العجول 16 شيقل كأقصى حد مقابل 4.5 دينارا أردنيا للكيلو الواحد الحي من الغنم، مشيرا إلى أن العرض والطلب هو ما يحدد في النهاية الأسعار.
وكان قطاع غزة قد استقبل نحو 15 ألف رأس من المواشي لهذا العام، مقارنة بـ 26 ألف رأس مستورد دخل قطاع غزة خلال العام الماضي، وهو ما يتواجد حاليا في قطاع غزة إضافة إلى المواشي البلدية والمحلية، الكميات التي وصفها أبو أحمد بالمتواضعة والقليلة مقارنة عن سالفتها.
وأكد أبو أحمد، أن الانخفاض في الاستيراد لهذا العام جاء بسبب حذر وتخوف التجار من الحركة والقدرة الشرائية لدى المستهلكين نتيجة الواقع الاقتصادي وأزمة الرواتب والكهرباء في قطاع غزة، إضافة إلى ارتفاع تكلفة التربية والنقل عبر المعابر.
وبالمقابل أكد تاجر المواشي ياسر زعرب لـ الحدث، على أن ارتفاع أسعار المواشي لهذا العام أدى إلى تراجع نسبة الإقبال عليها في ظل الظروف المعيشية الصعبة، مشيرا إلى أنه باع من المواشي نحو 100 مقارنة بـ 250 باعها في ذات الفترة من العام الماضي 2017.
وأشار زعرب، أن تجار المواشي في القطاع ابتعدوا لهذا العام وبشكل قاطع عن التقسيط للمستهلكين بما يتعلق بأضحية العيد والمواشي؛ لأن عددا كبيرا منهم لم يلتزم بالدفع وفق الاتفاقات.
وفي مقابلة سابقة أجراها مراسل الحدث في غزة، أكد أحد تجار المواشي على أن أحد أسباب انخفاض استراد المواشي لهذا العام هو أن "إسرائيل" حظرت استيراد المواشي من أستراليا بسبب اكتشاف إصابتها بمرض معين، مع العلم أن عددا من المواشي تستورد من "إسرائيل" سنويا في قطاع غزة.
وفي ذات السياق، كانت صحيفة معاريف العبرية، قد قالت في تقرير لها الأسبوع الماضي، إن المواد المشعة الموجودة في الأغنام الأسترالية هي السبب الذي منع إسرائيل من استيراد المواشي من أستراليا، في إشارة إلى أن إسرائيل كانت قد أجرت تجربة نووية في المحيط الهادئ عام 1979، الأمر الذي جعل بالحكومة الأسترالية تطالب إسرائيل بالتحقيق في الأمر مطالبة إسرائيل بالرد على النتائج.