الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زوجة أبو عين لـ"الحدث": منح حياته لفلسطين وعلى فلسطين أن تكمل المشوار

شهيد "شجرة الزيتون" إلى مثواه الأخير وسط تشييع شعبي ورسمي

2014-12-11 03:45:43 PM
زوجة أبو عين لـ
صورة ارشيفية
 
رام الله- محمد غفري
 
على مقربة من جثمان زوجها الشهيد، وعلى بعد أمتار قليلة من قبر سيد الشهداء ياسر عرفات، تتجلى الشهادة دائما لتجمع الأبطال في ذات المكان، كفكت دوعها وقالت: "أعطى حياته كلها لفلسطن، وبعد استشهاده يجب أن تكمل فلسطين المشوار.. كان حلمه الدائم تحرير فلسطين".
 
 
بهذه الكلمات وجهت "أم طارق" زوجة الشهيد الوزير زياد أبو عين رسالتها للعالم، وأضافت في حوار خاص مع "الحدث"، " كان همه الدائم كيف يحمي أرض فلسطين، يزرع أرض فلسطين بالزيتون حتى يحميها.. كان دائما يقول لي بدي أحرر الخليل، 400 مستوطن هذول وجودهم غير شرعي".
 
قاطعتنا موسيقى الرحيل، وهي تعزف كالعادة في جنازات الأبطال.. حُمل النعش على الأكتاف ليطلق المشيعون مزيجا من زغاريد الرصاص وهي تُحيي روح البطل في وداعه الأخير، فكان لابد لها من ذرف مزيد من الدموع.
 
 
بعد دقائق تمالكت أم طارق كل حنينها، وحضنت ابنتها، وعادت لتكمل لـ " الحدث"، " أنا أطالب السلطة برفع القضية للمحكمة الجنائية الدولية.. يجب أن لا يتم السكوت عن هذا الأمر، ويمر مرور الكرام، فلم يكن معه سلاح ولم يحمل إلا الزيتون".
 
وعن ما أشاعه الاحتلال أن وفاة أبو عين جاءت نتيجة سكتة قلبية، أكدت لنا زوجة الشهيد "لم يكن مصاباً بأي مرض ولا بالقلب، ولا بالضغط، وكل هذا كذب في كذب.. خرج من البيت بأحسن صحة والابتسامة على وجهه، وأكد لي أنهم سوف يزرعون 400 شجرة زيتون في جزء من وطنه، قرية ترمسعيا.
 
وكما بارك ربنا في أرض فلسطين وأقسم بشجر الزيتون في القرآن، كان أبو عين قد أخذ على عاتقه قراراً، أن يزرع مليون شجرة زيتون في كل أنحاء الوطن، كما أكدت لنا زوجته، التي تمنت أن يحصد الشعب ما بدأ بزراعته الشهيد الراحل زياد أبو عين ابن فلسطين الأبية.
 
وكان آلاف المواطنين قد شيعوا ظهر اليوم الخميس في مدينة رام الله، جثمان رئيس هيئة "مقاومة الاستيطان والجدار" الشهيد الوزير زياد أبو عين، بعد أن ارتقى يوم أمس إثر اعتداء جنود الاحتلال على مسيرة سلمية كان يقودها في قرية ترمسعيا شمال رام الله.
 
وانطلقت الجنازة العسكرية لأبو عين من أمام مجمع فلسطين الطبي، باتجاه مقر القيادة الفلسطينية "المقاطعة"، وسط رام الله، حيث نُقل الجثمان في مركبة إسعاف، تتقدمها عشرات المركبات العسكرية، وفرقة من مشاة الأمن الوطن الفلسطيني.
 
ورفع المشاركون في الجنازة، الأعلام الفلسطينية ورايات حركة فتح التي كان أبو عين عضواً في مجلسها الثوري. 
 
وفي مقر القيادة الفلسطينية في "المقاطعة"، جرت مراسم عسكرية ورسمية لجثمان أبو عين، بحضور الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء، رامي الحمد الله، وأعضاء من القيادة الفلسطينية من كافة الفصائل، ووزراء، وقناصل وسفراء عرب وأجانب لدى السلطة الفلسطينية، إلى جانب آلاف المواطنين.
 
 
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي لـ"الحدث"، إن المطلوب الآن هو تطبيق القرارات التي أخذتها القيادة قبل فترة وتتعلق بالتحرك الدولي والأوضاع الداخلية".
 
وفي ذات السياق، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد لـ"الحدث"، أن "القيادة انضمت قبل يومين إلى الجمعية العامة للدول الموقعة على ميثاق روما، وأصبح الطريق مفتوح أمامنا لممارست كافت حقوقنا، ولم يبقى سوى خطوات بسيطة حتى ننضم إلى محكمة الجنايات الدولية، ونحن ماضون إلى النهاية".
 
وعن المصالحة الفلسطين أين وصلت، وأثر استشهاد أبو عين في إعادة ترميم الصف الداخلي، قال الأحمد " الإشكاليات التي برزت بعد تشكيل حكومة التوافق نأمل أن تزول في أسرع وقت ممكن، وممارسات الاحتلال تجعلنا مسؤولين أمام شعبنا وأمام التاريخ، لإزالة هذه الإشكاليات، لنعطي حكومة التوافق حقها القانوني في بسط سلطتها على كافة المناطق الفلسطينية، ولنعزز من وحدتنا، ومعركتنا فقط مع الاحتلال".
 
وعقب إقامة صلاة الجنازة على جثمان الشهيد، في مقر المقاطعة، وضع الرئيس محمود عباس، إكليلاً من الزهور عليه، قبل أن ينقل الجثمان ليوارى الثرى في مقبرة "الشهداء" بمدينة البيرة.
 
وشهدت جنازة الشهيد أبو عين حضور رسمي من مختلف الفصائيل الفلسطينية، شاركت في صلاة الجنازة وتشييعه إلى مثواه الأخير.
 
وطالب النائب المقدسي عن حركة حماس أحمد عطون، العمل على تعزيز المصالحة الفلسطينية، حتى نقف في صف واحد في مواجهة الاحتلال، لأن الاحتلال لا يفرق بين أحد.
 
وأضاف عطون لـ"الحدث"، يجب وقف التنسيق الأمني، والتوقيع على كافة المواثيق الدولية التي تجرم الاحتلال.
 
وشاطر عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية قيس أبو ليلى النائب عطون بضرورة ذهاب السلطة الفلسطينية إلى محكمة الجنايات الدولية، حتى يتم محاسبة مجرمي الحرب.
 
وبين أبو ليلى لـ"الحدث"، أن القيادة في اجتماع الغد سوف تتخذ سلسة من القرارت، منها ماقشة وقف التنسيق الأمني، ويجب أن نخرج  بقرارات عاجلة للرد على هذه الجريمة البشعة.
 
شارك في جنازة أبو عين وفد سوري من الجولان العربي المحتل، وقال الأسير المحرر صدقي سليمان ممثل الوفد لـ"الحدث"، " باسم الجولان العربي السوي وباسم الشعب السوري والرئيس السوري، جئنا لكي نشارك الشعب الفلسطيني العزاء، ونؤكد على وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني ونظاله، حتى تحقيق الحلم العربي بقيام الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين وعاصمتها القدس "
 
 
دفن الشهيد في مثواه الاخير، وغطى الورد قبره الطاهر وأطلق العسكر 21 رصاصة في السماء تحية لروحه الطاهرة وزغرد المشيعون، وهتف شعارنا الحي" يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح، فنم أبو عين قرير العين، عل ما كنت تحلم به أن يصبح واقعا في القريب العاجل.