الحدث العربي والدولي
أثارت فتوى حول الحج للداعية المقيم في قطر يوسف القرضاوي، قلل فيها من أهمية الركن الخامس للإسلام؛ غضب غالبية المسلمين في كل أنحاء العالم الإسلامي، إذ قال القرضاوي عبر حسابه في «تويتر»، إن «هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه... الله غني عن العباد، وإذا فرض عليهم فرائض فإنما ذلك ليزكوا أنفسهم وليرتقوا في معارج الرقي الروحي والنفسي والأخلاقي إلى ربهم، ولتتحقق لهم المنافع المختلفة في حياتهم».
وأضاف في تغريدة أخرى: «لو أن المسلم فقِه أنه حينما يطعم جائعاً، أو يداوي مريضاً، أو يؤوي مشرداً، أو يسهم في مشروع ذي بال، أن هذا أفضل عند الله من الإنفاق على الحج والعمرة كل عام، لكان المفروض أن يشعر باللذة الروحية أكثر مما يشعر به حين يحرم ويطوف بالبيت ويقول: (لبيك اللهم لبيك)».
وفي رد على فتوى القرضاوي، قال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، إن تاريخ القرضاوي يؤكد أنه شخصية عملت على مدار تاريخها على التفرقة بين المسلمين من خلال إثارة الفتنة بينهم.
ووصف آل الشيخ، فتوى القرضاوي بأنها «واحدة من مئات الفتاوى الإرهابية» التي يتزعم القرضاوي رئاستها عن طريق ما يسمى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المصنف على لائحة الإرهاب.
وأضاف آل الشيخ في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «من يعرف تاريخ القرضاوي ويعرف منهجه منذ صغره بناء على ما تفوه به وكتبه في كتبه وصرح به في خطبه يعرف أنه محب للتفرقة بين المسلمين ومثير للفتن». وأضاف: «هذه الفتوى حاول القرضاوي فيها تطويع الفتوى وشعائر الله لأهداف سياسية وحزبية».
واعتبر آل الشيخ أن تدوينة القرضاوي، بمثابة تطويع للفتوى لأهداف سياسة، مشدداً على أن هذه الفتوى تأتي متماشية ومتناغمة أيضاً مع دعوات قناة الجزيرة وقيادات التنظيم الإرهابي (الإخوان المسلمين).
وأشار آل الشيخ إلى أنه بسبب فتاوى القرضاوي «ظهرت جماعات الغلو والتطرف وسفكت بسببه الدماء وانتهكت الأعراض، فهو ومن معه ومن يدعمه يسعون للتفرقة بين المسلمين والإضرار بهم»، مواصلاً: «فتوى القرضاوي تقدم أنها فتوى عبثية لتطويع الدين خدمة للمنهج الصفوي والإخواني المتحالف ضد الإسلام».
واختتم الوزير السعودي حديثه بالقول: «قد يقول قائل إن هذه الفتوى شرعية مشابهة لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه (من لم يدع قول الزُور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه)، وهذا تشبيه غير صحيح، فإن كلام القرضاوي مصدّر بقوله (هذا)، وهي للإشارة التنبيهية لهذا الحج الذي منعت فيه الدولة التي هو يقيم فيها مواطنيها عن أدائه، فهذه الفتوى متناغمة مع موقف تلك الدولة، ومتناغمة أيضاً مع دعوات قناة الجزيرة وقيادات التنظيم الإرهابي».
المصدر: الشرق الأوسط