الحدث- محمد غفري
اعتُبر حادث السير، الذي وقع في مدينة الخليل، في اليوم الأول من بدء العام الدراسي الجديد بمثابة دق ناقوس الخطر لدى الأوساط الرسمية والأهلية، بضرورة الالتزام بقوانين السير، والتشديد في الرقابة المرورية، بما يخدم المصلحة العامة، والحفاظ على حياة المواطنين، وبشكل خاص طلبة المدارس.
صباح الأربعاء، تسبب حادث سير مفجع بإصابة 14 طالبة في مدينة الخليل بينها إصابات وصفت بين المتوسطة والخطيرة، جراء فقدان السيطرة على مركبة تقودها إحدى المعلمات بالقرب من إحدى مدارس المدينة.
وبحسب الإحصاءات التي حصلت عليها "الحدث" من شرطة المرور الفلسطينية؛ فقد توفي العام الماضي 39 مواطناً تقل أعمارهم عن 18 عاماً، من أصل 108 حالة وفاة جراء حوادث السير، أي أن أكثر من ثلث الوفيات كانت من الأطفال.
العام الدراسي الجديد
نتيجة لكل ذلك، يقول مدير عام شرطة المرور الفلسطينية العقيد أبو زنيد أبو زنيد، إن شرطة المرور تقوم بشكل سنوي مع بدء العام الدراسي، باتخاذ سلسلة من الإجراءات المرورية، التي من شأنها أن تحد من حوادث السير.
تأتي هذه الإجراءات بحسب ما أكد أبو زنيد في لقاء خاص مع "الحدث"؛ لضمان سلامة أبنائنا الطلبة، وتوفير البيئة المرورية الآمنة، وبتعليمات متواصلة من قبل السيد اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة الفلسطينية.
ما هي الإجراءات؟
العقيد أبو زنيد، أوضح أن شرطة المرور قامت هذا العام بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم، وأصحاب المدارس الخاصة ورياض الأطفال، لتوفير جميع شروط السلامة في الحافلات الخاصة التي تنقل الطلاب والتأكد من جاهزيتها للعمل.
وأضاف أبو زنيد، أنه سيتم مراقبة هذه الحافلات، والتأكد من سلامة أوراقها، وأن تكون مرخصة بشكل رسمي لغايات نقل الطلاب.
وفي سبيل العمل على الحد من حوادث السير أيضاً؛ فإن شرطة المرور قامت بتوعية السائقين وطلاب المدارس عبر وسائل الإعلام المسموعة وخلال النشرات اليومية عبر الإذاعات، بحسب أبو زنيد.
وأشار أبو زنيد، إلى أن شرطة المرور قامت العام الماضي وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم بتنفيذ برنامج توعية مرورية للطلبة، وقامت خلالها بزيارة 831 مدرسة، استفاد منها 54077 طالبا وطالبة.
ومن بين الإجراءات المتبعة هذا العام أيضاً، أفاد العقيد أبو زنيد إلى أن الشرطة قامت بحث البلديات والأشغال العامة من أجل ترميم وإعادة ترسيم خطوط المشاة ووضع الشواخص المرورية حسب الحاجة.
وكذلك قامت الشرطة بإعداد خطة انتشار ملائمة لعناصر الشرطة لضمان دخول الطلبة إلى مدارسهم بشكل آمن في مناطق الاكتظاظ، لأن خبرة الأطفال في التعامل مع الطريق ما تزال قليلة، وقد يتخذوا قرارات سريعة وخاطئة.
خطة مرورية مشددة
ونظراً لازدياد حوادث الطرق في الشارع الفلسطيني بشكل عام، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات؛ فإن شرطة المرور وفقاً لما كشف عنه مدير شرطة المرور الفلسطينية العقيد أبو زنيد أبو زنيد، فإنهم بصدد تنفيذ خطة مرورية مشددة مع بداية الشهر القادم.
وأوضح أبو زنيد في لقاءه مع "الحدث" أبرز معالم خطة المرور الجديد، بحيث سيتم تشديد الرقابة المرورية على الطرق ومتابعة جميع مظاهر مخالفات المرور.
وفي التفاصيل، أكد أبو زنيد أنه سيتم التشديد بشكل خاص على مخالفات عدم وضع حزام الأمان داخل وخارج المدن، واستخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبات، وقطع الإشارات الضوئية وهي حمراء.
كذلك سيتم متابعة مخالفات التجاوز الخاطئ والخطر، وخاصة على الطرق الخارجية، ومراقبة مخالفات السرعة الزائدة، بحسب تصريح المسؤول الرسمي.
عدا عن ملاحقة المركبات غير القانونية، والمركبات الخاصة التي تقوم بتحميل المركبات مقابل أجر، ولعل أهم هذه الإجراءات، وفق ما أكد العقيد أبو زنيد هو الدور الفاعل الذي تقوم به مباحث الشرطة المرورية بزيها المدني خارج المدن.