الحدث ـــ محمد بدر
ليلة السبت الماضي، قتل الشاب يوناثان ميشيل نويصري 24 عاما من قرية الرينة، القريبة من مدينة الناصرة، متأثرا بجراح خطرة أصيب بها، بعد أن قام مجموعة من الشبان بطعنه، خلال شجار نشب بينهم في القرية، وجاء مقتل نويصري، بعد أقل من 48 ساعة من مقتل ثلاثة فلسطينيين في الداخل المحتل، في أعمال عنف تزايدت وتيرتها في الآونة الأخيرة.
وأفادت مصادر محلية في القرية لـ "الحدث"، أن الخلاف نشب بين نويصري ومجموعة من الشبان، عقب جدل بين مجموعة من السائقين، قبل أن يقوم أحد السائقين بطعنه، وأكدت المصادر أن الشرطة الإسرائيلية أبلغت بالحادث ووصلت متأخرة للمكان، كما وأوضحت المصادر كذلك أن النويصري وحيد والديه.
وخلال تواصلنا في "الحدث" مع رئيس المجلس المحلي في الرينة، خالد طاطور، أكد لنا أن هناك محاولات للإصلاح بما يضمن تطويق الأمر وحقن الدم، وأن المجلس المحلي بصدد إصدار تعقيب رسمي، فور الانتهاء من الاجتماعات الخاصة بـ"جاهات الصلح".
فراغ الشباب في الداخل
من جانبها، اعتبرت الناشطة الشبابية في الداخل المحتل صوفيا جبارين، في حديث مع الحدث، أن الفراغ الذي يعيشه الشباب الفلسطينيون في الداخل المحتل، وعدم وجود برامج ثقافية مكثفة، وجهد أكاديمي ثقافي، من أهم أسباب تفاقم ظاهرة القتل والعنف في الداخل المحتل.
وشددت جبارين على أن اتهام الاحتلال بالتواطئ في هذه الجرائم، أحيانا يجب تفسيره على أنه عدم وعي بحقيقة هذا الاحتلال وأهدافه، مشيرة إلى أن هذا التواطؤ مسلّم به، وبالتالي فإن الدور والمسؤولية "تقع على عاتقنا نحن كفلسطينيين في الداخل المحتل"، مؤكدة على ضرورة العلاج الذاتي للظاهرة بعيدا عن مطالبة الاحتلال بحلّها، والذي يجب أن نعي أنه لا يمكن أن يحلّ لنا قضايانا.
عنف مبرمج
وكان المجلس المحلي في قرية الرينة، قد أعلن بعد الإعلان عن وفاة الشاب نصيري، عن يومي الأحد والاثنين كأيام حداد، بالإضافة لإضراب المدارس في القرية يوم الاثنين تنديداً واستنكاراً لظاهرة العنف والعمل على برنامج تربوي للحد من الجريمة، وكذلك دعوة كافة الأهالي في الرينة من جميع الأطياف للمشاركة في تشييع القتيل، والالتزام بالاضراب والحداد في جميع المرافق.
ويبلغ عدد سكان الرينة 16 ألف نسمة، وتتكوّن فئة السّكان فيها من طائفتين؛ المسيحية والإسلامية، وتعتبر من أكثر القرى التي يسودها مشاعر التسامح، حيث تشير مصادر من القرية للحدث أن آخر جريمة قتل في القرية وقعت في سبعينيات القرن الماضي، لدرجة أن بعض النشطاء كتب باستهجان عن عملية القتل التي جرت، تحت عنوان "القتل وصل الرينة".