ترجمة الحدث- أحمد أبو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس في مقالتها الافتتاحية صباح اليوم 4-9-201، تقول إنه طالما أن إسرائيل تلتزم بسياسة منع فكرة إقامة دولة فلسطينية فإن فكرة الكونفدرالية لن يكون لها أي فرصة للنجاح.
وفيما يلي نص الافتتاحية مترجما:
كشف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، هذا الأسبوع عن جزء صغير من الاقتراح المقدم أمامه من قبل مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال إنه سئل رأيه في فكرة تشكيل كونفدرالية مع الأردن، وأجاب بأنه على استعداد لقبول الاقتراح، شريطة أن تكون إسرائيل أيضًا جزءًا من الكونفدرالية. إذا لم تكن هذه مجرد فكرة أمريكية جوفاء، ولكن نية جدية، كجزء من "صفقة القرن" لترامب، فإن الأمر يستحق النظر فيه.
إن فكرة الكونفدرالية ليست جديدة، فالرئيس الراحل الملك حسين ملك الأردن وسلف الرئيس عباس ياسر عرفات اقترحا ذلك في ثمانينيات القرن الماضي، كرافعة لتعزيز مصالح الطرفين. لكن تم التخلي عن الخطة بسبب اختلافات في الرأي بين الزعيمين. في عام 1988، قطع الملك حسين العلاقة بين الأردن والضفة الغربية، ومنذ ذلك الحين كان الفلسطينيون يمثلون أنفسهم ويقدمون تطلعاتهم نحو الاستقلال السياسي.
تواجه المحاولات الفلسطينية لتحقيق الاستقلال معارضة شديدة من جانب إسرائيل، التي ترى أن الدولة الفلسطينية تهديد أمني، وتهدد رؤية إسرائيل الكبرى ووضع المستوطنات. وطالما أن إسرائيل ملتزمة بسياسة منع فكرة الدولة الفلسطينية، فإن فكرة الكونفدرالية لن يكون لها أي فرصة للنجاح.
إن التحالف الكونفدرالي، وفقاً للتعريف المعتاد، هو تحالف بين الدول ذات السيادة التي تتطلع بعين من الشراكة فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والأمنية والوطنية، ونأمل أن يكون التحالف مفيداً لكليهما. لذلك فإن الاتحاد الفلسطيني - الأردني يتطلب أيضاً اعترافا دوليا بدولة فلسطينية ذات سيادة، ضمن حدود معترف بها.
عباس محق في مطالبة إسرائيل بأن تكون شريكاً في الهيكل الكونفدرالي، لأنه بدون اعتراف إسرائيلي بدولة فلسطينية متساوية، لن يكون هناك اعتراف دولي كذلك.
يجب على إسرائيل، التي دبرت الفكرة مع الإدارة الأمريكية، التي يبدو أنها تنوي تجاوز حل الدولتين لشعبين، أن توضح موقفها فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحديد حدودها. في هذه المسائل، لا يمكن لإسرائيل أن تتجنب إجراء مفاوضات مهمة حول جميع القضايا الأساسية، بما في ذلك وضع القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والأماكن المقدسة.
وعلاوة على ذلك، حتى إذا كان الجانبان قادرين على التوصل إلى اتفاق حول هذه القضايا، فإن هذا لا يعني أن فكرة الكونفدرالية ستكون مقبولة لدى الأردن.
تخطئ الإدارة الأمريكية في الاعتقاد بأنها تستطيع وضع العربة أمام الحصان عن طريق خفة يد الكونفدرالية. إذا كانت نواياها جدية، يجب على الإدارة أن تعترف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة، وأن تطالب إسرائيل بدفع الثمن الدبلوماسي الذي تخطط لجمعه مقابل "الهدايا" التي تلقتها إسرائيل من أمريكا.