السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خريجة جامعية تعرض كليتها للبيع في غزة

2018-09-04 11:04:52 AM
خريجة جامعية تعرض كليتها للبيع في غزة
تعبيرية

 

الحدث - سجود عاصي

عرضت الخريجة الجامعية جيهان علي من خانيونس جنوب قطاع غزة، كليتها للبيع يوم أمس الاثنين، مقابل مبلغ مالي يكفي لسد احتياجات أبنائها السبعة.

وقالت علي في اتصال هاتفي مع الحدث، إن قرار عرض كليتها للبيع لم يكن بالأمر السهل أبدا، ولكنها قررته بعد تفكير مطول ومعمق محوره أن تتمكن من إعالة أبنائها وتفادي "مد يدها لأي أحد" طلبا للمساعدة، مؤكدة أن فكرة إعلانها جاءت بعد الإعلانات الكثيرة التي تلقى رواجا في الفترة الأخيرة بقطاع غزة والتي تفيد ببيع أعضاء من الجسم على وجه التحديد الكلى مقابل مبالغ مالية.

وأشارت علي، إلى أنها لم تحدد مبلغا معينا لبيع كليتها، لكنها تأمل أن يسد على أقل تقدير حاجات الأسرة التي تعيلها، مشددة على أن مبلغ 500 شيقل في الشهر تكفي لكي تعيش حياة كريمة توفر بها تكلفة الكهرباء والمياه والطعام لا أكثر.

وأضافت علي لـ الحدث، أنها حاولت وبكل السبل الحصول على عمل لها ولابنها البكر 18 عاما، لكن كافة جهودها باءت بالفشل، مع الإشارة إلى أن ابنها حاصل على شهادة الثانوية العامة وغير قادر على إكمال تعليمه الجامعي بسبب الظروف المعيشية التي تعانيها العائلة.

يشار إلى أن جيهان علي منفصلة عن زوجها منذ نحو 9 أعوام بسبب مشاكل عائلية، وهي خريجة لغة عربية من الجامعة الإسلامية بغزة منذ عام 2010، وبحسب علي، فإن مصدر الدخل الوحيد للعائلة هو الراتب الذي تتقاضاه من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة أو أربعة أشهر بمبلغ يقدر بـ 1300 شيقل.

وأضافت علي، "نحنا عايشين بالاسم.. لا بيت مؤهل للسكن ولا قادرة أوفر العلاج والأكل لأولادي.. كيف هاي العيشة بدها تكون.. وعادي أضحي بحياتي مشان أولادي يعيشوا.. على الأقل سأموت وأنا مرتاحة".

وفي حال لم تتمكن جيهان من الحصول على مبلغ مالي مقابل بيع كليتها "إيجاد من يشتري كليتها"، فإنها تطالب بالحصول على عمل يوفر لها على الأقل مبلغا شهريا بسيطا يؤمن احتياجات عائلتها.

وبحسب متابعة صحيفة الحدث، فإنه وبعد ساعات من إعلان جيهان علي عن عرض لبيع كليتها؛ قام مواطن آخر من القطاع بعرض كليته أيضا للبيع بذات الطريقة تقريبا.

وبحسب أحدث التقارير الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني؛ فإن نسبة البطالة في الأراضي الفلسطينية وصت إلى 27.7% حتى نهاية عام 2017، بمعدل 43% في قطاع غزة بواقع 218 ألف عاطل عن العمل، و17.9% في الضفة الغربية، وبحسب الإحصاء الفلسطيني؛ فإن نسبة الفقر في قطاع غزة بلغت 53%.

وفي الوقت ذاته يعتبر قطاع غزة من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة بالسكان في العالم  بحوالي  5,000 فرد/كم2.

ومؤخرا، تفاقمت الأزمات التي يعاني منها قطاع غزة على كافة الأصعدة، كان من بينها إغلاق عدد كبير من المصانع في غزة، الأمر الذي أدى إلى تسريح 50 ألف عامل من وظائفهم الشهر الماضي على إثر إغلاق المعابر.