السبت  02 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خاص| بالتعاون مع أطراف عربية: حماس تشن حملة إعلامية ضخمة ضد الرئيس عباس

2018-09-08 05:08:54 PM
خاص| بالتعاون مع أطراف عربية: حماس تشن حملة إعلامية ضخمة ضد الرئيس عباس

متابعة – أحمد زكارنة

بدأت حركة حماس مؤخراً بالتعاون مع بعض أطراف عربية، في شن حملة إعلامية ضخمة تستهدف الرئيس محمود عباس على خلفية فشلها في عقد اتفاق منفرد مع حكومة الاحتلال يفضي إلى تهدئة متبادلة بين الطرفين.

وذهبت وسائل إعلام الحركة في حملتها الإعلامية ضد الرئيس، إلى العودة في استخدام مصطلحات كانت تستخدمها في الفترة التي تزامنت وتلت استيلاء الحركة على قطاع غزة، مثل «سلطة التنسيق الأمني»، في إشارة إلى تنسيق السلطة الفلسطينية وإسرائيل أمنياً.

واستضافت وسائل إعلام «حماس» في الأيام الأخيرة شخصيات فلسطينية وعربية ودولية غير مرموقة، ولكنها سياسية من نواب وأعضاء أحزاب ذات شعبية ضئيلة، في إطار حملتها لتجنيد رأي عام معارض للرئيس عباس، فلسطينياً وعربياً ودولياً.

وسلطت الضوء في لقاءاتها مع هذه الشخصيات على تصريحات الرئيس عباس حول رؤيته للسلام مع إسرائيل، محاولةً استغلال رفض تلك الشخصيات السياسية لأي مفاوضات مع إسرائيل، من خلال مهاجمة فكر الرئيس الفلسطيني.

وتحاول «حماس»، من خلال وسائل إعلامها، جر تلك الآراء لصالحها، بشأن النزاع حول شرعية منظمة التحرير الفلسطينية من جهة، والرئيس عباس من جهة أخرى، خصوصاً في ظل حالة النزاع بين «حماس» و«فتح» على ضرورة أن يكون وفد المنظمة هو المسؤول عن أي تهدئة مع إسرائيل، كما جرى إبان مفاوضات حرب 2014.

وكان عضو المكتب السياسي محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس، قد هاجم حركة فتح وتطاول على الرئيس عباس مؤخرا بالقول: إن المجلس الوطني، الذي عُقد مؤخرًا في رام الله، "غير وطني ولا يمثل الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه لا مصالحة مع من وصفهم بـ (الجواسيس) بحسب قوله.

وأضاف الزهار لقناة "العالم" في حينه: "محمود عباس ليس رئيسًا للشعب الفلسطيني، وأنا أتحفظ على كلمة رئيس"، متسائلًا: "هو رئيس مين؟".

مما دفع القيادي في حركة حماس، أحمد يوسف، للطلب من الزهار توضيحات حول تصريحاته الأخيرة، التي اعتبرها يوسف خاطئة ومعيبة.

إلا أن الزهار لم يكن وحده من مارس فعل الهجوم المركز على حركة فتح وشخص الرئيس عباس، إذ قام السيد صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، بأخذ دوره في الهجوم مؤكداً أن حركته فقدت الأمل من إمكانية نجاح المصالحة، في ظل وجود الرئيس محمود عباس.

وقال البردويل في لقاء متلفز مع فضائية الأقصى التابعة للحركة: "لا أمل في أن نتصالح مع شخص يعزل غزة، ويبيع القضية"، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني.

واتهم البردويل الرئيس الفلسطيني بأنه يريد الهيمنة على القرار الفلسطيني، وبأنه يضغط على مصر لربط قضية التهدئة بإنجاز المصالحة، وشدد على أن الحركة "ذاهبة إلى كسر الحصار عن غزة، سواء وافق عباس أو لم يوافق على ذلك"، وأضاف: "غزة لن تتسول رفع الحصار عنها، ورجالها سينتزعونه بدمائهم".

وكانت الصحافة العربية قد تناولت حالة التشاؤم التي سيطرت على أوساط قيادة حركة حماس في قطاع غزة، في ظل الشروط التي يضعها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإتمام المصالحة، برعاية مصرية، واشتراطه أن تكون قبل أي اتفاق تهدئة مع إسرائيل.

ويتزامن هذا الهجوم مع هجوم آخر تشنه بعض المنصات الإعلامية العربية على الرئيس عباس، وأغلبها منصات محسوبة على دولة قطر، وذلك جراء محاولة الأخيرة لعب دور مباشر في توصل حركة حماس إلى اتفاق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي.

وتتفق هذه الحملات مع المنابر الإعلامية الغربية التي تسيطر عليها الصهيونية العالمية من جهة، وتتفق مع سياسات الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب من جهة أخرى، على خلفية مواقف الرئيس عباس الأخيرة الرافضة لتعاطي إدارة ترامب مع مجمل القضية الفلسطينية، ومنها إعلان هذه الإدارة "القدس عاصمة لدولة الاحتلال".